الثورة أون لاين – بيداء قطليش:
لا يزال رأس النظام التركي رجب أردوغان، يرفع من منسوب إرهابه ويزيد من بلطجته ضد أبناء الشعب السوري، ويمارس أسلوب اللصوصية في سرقة ونهب ثروات وأملاك السوريين عن طريق أدواته من الإرهابيين التكفيريين والمرتزقة الذين يعملون بإمرته، بغية الوصول إلى رغباته وتحقيق أطماعه الاستعمارية التوسعية على الجغرافية السورية.
فمنذ بداية الحرب الإرهابية على سورية والأطماع التركية حاضرة في المشهد السوري ولا تقف عند حد سرقة النفط فحسب بل تجاوزتها لتطال لقمة عيش السوريين من خلال حرق المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير وغيره، بالإضافة لسرقة ممتلكاتهم بهدف التضييق على الأهالي في المناطق التي يحتلها، وإجبارهم على الرحيل من منازلهم، ورضوخهم للسياسات القمعية التي ينتهجها نظام أردوغان، وفرض سياسة التتريك عليهم بشكل قسري للنيل من عزيمة أهالي هذه المناطق.
لم تنته فصول الحقد والطمع التركي هنا، فالاستهداف الإرهابي الذي يمارسه النظام التركي الموغل بالإرهاب على أهالي الجزيرة السورية، من خلال تعطيش مليون مواطن سوري في الحسكة وقطع المياه عنهم، ما هو إلا أسلوب المفلس الجبان لاستنزاف قدرات وإمكانيات ثباتهم ورفضهم لمشاريعه التوسعية الاستعمارية، واستكمال لفصول التآمر وحلقات العربدة من قبل محور العدوان على الشعب السوري، في ظل صمت المجتمع الدولي بكل منظماته المعنية بحقوق الإنسان.
حيث تزداد معاناة أهالي مدينة الحسكة ومحيطها جراء استمرار نقص مياه الشرب وتأخر ضخها من محطة مياه علوك بسبب مواصلة الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية انتهاكاتهم واعتداءاتهم على خطوط الكهرباء المغذية للمحطة من جهة والتحكم بأوقات وعدد ساعات الضخ من جهة ثانية ما يهدد مليون مواطن بالعطش.
المحتل التركي ومرتزقته اعتدوا بشكل سافر على خطوط الكهرباء المغذية لمحطة مياه علوك وحولوا معظم كمية الطاقة الكهربائية إلى مواقعهم ومقارهم في مدينة رأس العين المحتلة الأمر الذي انعكس سلبا على مدة تشغيل المضخات ضمن المحطة وضعف الضخ وتأخره ليمتد برنامج تقنين المياه إلى 20 يوما أو أكثر قبل أن يتم الضخ لقطاع واحد فقط ضمن المدينة.
مدير عام مؤسسة مياه الحسكة المهندس محمود العكلة قال: إن محطة علوك هي فعلياً خارج الخدمة، فكمية المياه المنتجة لا تصل إلى 20 ألف متر مكعب يومياً، بينما كانت تنتج سابقا نحو 80 ألفاً، وهذا الانخفاض يعود إلى تحكم المحتل التركي بتشغيل المحطة واستخدام قسم كبير من كمية الكهرباء المخصصة لها لمواقع ومقرات مرتزقته الإرهابيين في مدينة رأس العين والقرى المحيطة”.
وأكد أنه “حتى اليوم لم يتمكن عمال مؤسسة المياه من الدخول إلى المحطة، ولا نعرف ماذا يحدث داخلها منذ أكثر من شهر بسبب منعهم من المحتل التركي وحاليا نعمل على تأمين المياه للأهالي عن طريق الصهاريج المتعاقدة مع المنظمات الدولية لتعبئة الخزانات والتي أثبتت تحاليل المؤسسة العامة للمياه صلاحيتها للشرب”.
على الرغم من كل هذه المعطيات والمؤشرات التي توثق حقيقة المساعي الخبيثة التركية القائمة على النهب والسلب لمقدرات الشعب السوري ما تزال المحاسبة الدولية غائبة، وغض البصر الأممي المقصود عن جرائم وممارسات النظام التركي بحق الشعب السوري في مناطق احتلاله الذي يستمر بتماديه وبلطجته ضارباً بعرض الحائط كل الشرائع والمواثيق الدولية والقرارات الأممية العاجزة عن كبح جماحه وإيقاف تمدد مشروعه القائم على السرقة والنهب