بات معروف للقاصي والداني أن إحدى أهم سمات السياسة الغربية هي النفاق القائم على إغفال الحقائق والتعامي عنها وخاصة فيما يتعلق بالأزمة في سورية التي ظهرت عياناً وبياناً الأهداف والغايات من وراء إشعال فتيلها وتأجيجها عبر الاحتلال وأدواته الإرهابية والعميلة.
النفاق الغربي المستعر من خلال تسييس العمل الإنساني في سورية أصبح مكشوفاً وظهر بكامل أهدافه العدوانية بعد الإصرار على تمديد ما يسمى (آلية إيصال المساعدات عبر الحدود ) وتقديم هذه الآلية على أنها الأداة السحرية التي ستدفع الوضع الإنساني في سورية إلى مستويات جيدة مع تجاهل تام وتغطية متعمدة على الأسباب الحقيقية العديدة وراء تراجع الوضع الإنساني في سورية وأولها الإرهاب المدعوم غربياً والاحتلال الجاثم على حقول النفط والقمح والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على البلاد.
سورية التي رفضت الآلية القائمة على التسييس بينت بشكل جلي أسباب رفضها القائم على استخدام معابر تسيطر عليها هيئة تحرير الشام أي تنظيم القاعدة الإرهابي في انتهاك فاضح للسيادة السورية وعدم وجود مراقبة واضحة لهذه الآلية لجهة المكان النهائي الذي تذهب إليه هذه المساعدات وبالتالي هذه الآلية لا تخدم إلا الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين ولا تراعي المحتاجين الحقيقيين للمساعدات من المدنيين فيما تعمد الدول الغربية إلى عدم التعاون مع الحكومة السورية لحرف العمل عن مساره تحت عناوين إنسانية.
المسؤول الأول والأخير عن تراجع الوضع الإنساني في سورية هو السياسات الغربية الخاضعة لأجندات أميركية من حصار اقتصادي مقيت وسرقة ثروات نفطية وزراعية واحتلال للأراضي وتنكيل بالمواطنين السوريين الموجودين خارج سيطرة الدولة السورية.
هذا النفاق لن يجدي نفعاً في ظل السياسات والممارسات الغربية حيث سقطت كل شعارات الإنسانية التي يختبئون خلفها ولن يجد الغرب سبيلاً إلا التعاون مع الحكومة السورية إذا كان صادقاً في نواياه ولكن في النهاية السياسات تبنى على الأفعال لا النوايا.
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير – بشار محمد