الثورة أون لاين – أحمد حمادة:
رغم الاحتلال الصهيوني البغيض للجولان العربي السوري، ورغم إجراءات القمع والإرهاب والتعسف والتهويد والاستيطان من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه وإرهابييه، فإن الجولانيين حافظوا على هويتهم وانتمائهم الأصيل، ومازالت ذكرى تحرير القنيطرة ورفع العلم العربي السوري في سمائها من قبل الرئيس المؤسس حافظ الأسد عام 1974 حاضرة في نفوسهم وقلوبهم، كما في كل قلوب السوريين ونفوسهم وبكل مدينة وقرية ومزرعة من أقصى سورية إلى أقصاها.
وقد كانت مدينة القنيطرة التي دمرها العدو الصهيوني قبل اندحاره منها الشاهد الأبرز على إصرار الشعب السوري على مواصلة مسيرة التحرير الظافرة التي بدأت ملامحها الواضحة يوم رُفِع علم التحرير في سمائها، وستبقى شاهداً على همجية الكيان الصهيوني الغاصب وعدوانية قواته الإجرامية التدميرية على مر الزمن.
وتعود قصة تحرير القنيطرة إلى السادس والعشرين من حزيران عام 1974 حين نفضت عن وجهها غبار الاحتلال البغيض ودك جنود الجيش العربي السوري البواسل تحصينات العدو الغاصب، وسطروا أعظم معارك التحرير، فطهروا تراب الجولان المحتل من رجس الصهاينة الحاقدين.
وبعد تحرير المدينة من رجس الصهاينة وثَّق العالم بالصور والوثائق همجية الاحتلال وصورته الوحشية بعد أن دمر مبانيها الجميلة قبل انسحابه منها وحولها إلى ركام، وفجّر مشافيها ومساجدها وكنائسها وحاول وأد تاريخها وتهجير أهلها.
ورغم تدمير العدو الوحشي الممنهج للمدينة قبل انسحابه منها فإن السوريين رسخوا هزيمة هذا العدو الإسرائيلي الغاصب كحتمية تاريخية أسقطت معها كل مشاريعه وخططه ونظرياته في الردع وأسطورة جيشه المزيفة بأنه لا يقهر، وكان ذلك في حرب تشرين المظفرة وفي حرب الاستنزاف حيث أطل فجر الحرية على أهلنا في المدينة ورفرف العلم السوري في سمائها.
وقد جاء تحرير القنيطرة ليشكل يوماً تاريخياً في حياة السوريين، تم التأكيد فيه على أن إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر وأن الاحتلال مهما طال ليله فهو إلى أفول ولا بد من تحرير ما تبقى من الأرض العربية المحتلة وفي مقدمتها الجولان العربي السوري.
وتأتي الذكرى هذا العام في الوقت الذي لا تزال سورية تتعرض لأشرس حرب إرهابية تقودها منظومة العدوان بقيادة أميركا والكيان الصهيوني مع كل ما يرافقها من حصار وتجويع وعدوان لكن السوريين جيشاً وشعباً وقيادة تمكنوا من دحر الإرهاب ومشغليه، وها هم اليوم يقفون خلف أهلهم في الجولان بكل قوة وعزيمة وإصرار حتى تحرير آخر ذرة من ترابه، ويدعمون مقاومتهم للغزاة والمستوطنين، تلك المقاومة الجولانية الباسلة التي استمرت رغم إرهاب العدو وبشاعة جرائمه بحق أهلنا هناك، فقد نظموا مقاومتهم الوطنية وحثوا أبناءهم الذين بقوا تحت نير الاحتلال على التشبث بالأرض والصمود ومواجهة الاحتلال ومخططاته الهادفة إلى سلخ الجولان عن وطنه الأم سورية، وتغيير انتمائه العربي.
والسوريون اليوم أكثر عزماً وتصميماً وإرادة على مواجهة التحديات كافة وأكثر إصراراً على دحر الاحتلال الصهيوني من على أرض الجولان، ومتمسكون بحتمية تحرير الجولان الذي سيبقى عنوان البطولة والمقاومة والعزة والكرامة
