عنوان البطولة والمقاومة والإباء

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

عندما يُقرأ تاريخ سورية المعاصر لا بد من الوقوف مطولاً عند لحظة تاريخية مهمة وهي تحرير مدينة القنيطرة من رجس الاحتلال الصهيوني عام 1973 خلال حرب تشرين التحريرية المجيدة، وكذلك لحظة رفع العلم العربي السوري في سماء حاضرة الجولان بيد القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد في السادس والعشرين من حزيران عام 1974 ليمحى بذلك عار نكسة حزيران بعودة جزء غال من أرض الجولان إلى وطنه الأم سورية، كمقدمة لتحرير ما تبقى من الجولان العربي السوري المحتل.
من يزور مدينة القنيطرة المحررة هذه الأيام سيرى بقايا الهمجية والوحشية الصهيونية في أبنيتها المدمرة كشاهد حي على أخلاقيات الكيان الصهيوني المجرم الذي أبى أن يغادر قبل أن يترك أثار أقدامه الهمجية، وهو يضطر للانسحاب مهزوماً مدحوراً بعد انتصار عسكري كبير حققه أبناء سورية الميامين بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد.
لقد توجّت لحظة رفع العلم الخالدة في ذاكرة السوريين انتصارات حرب تشرين التحريرية وزرعت الأمل بتحرير باقي جولاننا المحتل، ولاسيما أن أبناءه الشرفاء المقاومين في مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية وغيرها، مازالوا متمسكين بوطنهم الأم سورية، ومصممين على تحرير كل حبة تراب من أرضهم الطاهرة، في حين تواصل سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد بذل كل الجهود الممكنة لاستعادة كامل أرضها المحتلة بكل الوسائل الممكنة، وهي تقدم كل أشكال الدعم والمساندة والمؤازرة والاحتضان لأبناء الجولان كي يتحرروا من رجس الاحتلال ويلتحقوا بوطنهم الأم أسوة بالقنيطرة المحررة.
لقد حاول الكيان الصهيوني وما يزال يحاول ترسيخ احتلاله البغيض للجولان العربي السوري وفرض إجراءاته القمعية وقوانينه الهمجية غير المشروعة على أبناء الجولان عبر الاستيطان وبناء المنشآت الصناعية ومشاريع الطاقة الكهربائية وسرقة المياه والثروات لاستدامة الاحتلال، والحصول على اعتراف دولي به، ولكنه فشل في كل محاولاته رغم دعم الولايات المتحدة الأميركية له واعترافها بسلطة الاحتلال كأمر واقع وصمت المجتمع الدولي على انتهاكاته، لأن القانون الدولي واضح في هذا المجال، حيث لا شرعية للمحتل أو إجراءاته طالما أصحاب الأرض الشرعيون يطالبون بتحرير أرضهم، ويسعون لذلك بكل تصميم وإرادة، وقد كفل لهم ميثاق الأمم المتحدة مقاومة المحتل بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك المقاومة الشعبية المسلحة.
خلال الحرب العدوانية المستمرة منذ عشر سنوات على سورية خطط الكيان الصهيوني لتشكيل جيش عميل له من الإرهابيين التكفيريين في محافظة القنيطرة لاستخدامه في أجنداته التخريبية ضد سورية، وأمدَّ الإرهابيين والمرتزقة والعملاء بكل أشكال الدعم المادي والعسكري والطبي، وشاركهم من خلال العدوان المباشر على أمل تحقيق شيء من أوهامه بتثبيت احتلاله وفرض منطقة آمنة على حدود الجولان، لكن إرادة السوريين أفشلت هذا المشروع وتم دحر الإرهابيين من هذه المنطقة لتعود إلى سيادة الدولة السورية، وتبقى كل احتمالات تحرير الجولان قائمة في اللحظة التي تراها الدولة السورية مناسبة، وهو ما زاد من قلق العدو الصهيوني فحاول عبر عشرات الاعتداءات فرض قواعد اشتباك جديدة تشغل سورية عن المطالبة باستعادة وتحرير أرضها، لكنها سقطت جميعها بوقفة أبناء الجولان إلى جانب دولتهم ووطنهم ورفضهم كل إجراءات الاحتلال وقوانينه غير المشروعة.
اليوم تمر الذكرى السابعة والأربعون على تحرير مدينة القنيطرة، وسورية أكثر إصراراً على عودة كامل الجولان العربي السوري المحتل واستعادة كل الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين، وذلك انسجاماً مع قوانين الأمم المتحدة، لأن قضية الأرض بالنسبة لها قضية كرامة وطنية لا يمكن التفريط بها تحت أي ظرف كان، والاحتلال الصهيوني يدرك هذه الحقيقة، ولذلك نراه دائم القلق والارتباك والشكوى ووضع نفسه موضع الضحية، واللجوء لارتكاب الحماقات العدوانية في كل المنطقة رغم توقيعه العديد من اتفاقيات التطبيع مع عدد من الأنظمة العربية، لأنه يعلم أن عودة الجولان قريبة وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، ولا شك بأن تعاظم دور وقوة محور المقاومة في المنطقة بعد حرب السنوات العشر، وتراجع النفوذ الأميركي سيجبر الكيان المحتل على إعادة حساباته في الكثير من القضايا ولاسيما استمرار احتلاله للأراضي العربية، وسيضطر عاجلا أم آجلا إلى الانسحاب، لأن منطق التاريخ والجغرافية والشعوب المقاومة سيفرض نفسه، وليست مجرد مصادفة أن تشهد أرض الجولان اندحار العديد من الغزاة والطامعين من الروم البيزنطيين وصولاً إلى الصليبيين والمغول والعثمانيين والفرنسيين، فالصهاينة المحتلون ليسوا استثناء ولن يكونوا

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار