اليوم انطلاق دور الـ 16 في يورو (2020).. إيطاليا لمواصلة انتصاراتها ومواجهة متكافئة بين ويلز والدانمارك
الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
تنطلق اليوم منافسات دور الستة عشر من النسخة (16) من كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) لكرة القدم بإجراء مباراتين ، حيث تلتقي ويلز مع الدانمارك الساعة السابعة مساء بقيادة الحكم الألماني دانيال سيبيرت ، كما تلعب إيطاليا مع النمسا الساعة العاشرة ليلاً بقيادة الحكم الإنكليزي أنطوني تايلور.
فبعدما كان أحد أفضل المنتخبات إن لم يكن أفضلهم في الدور الأول لكأس أوروبا بنسختها الـ16 بفوزه بمبارياته الثلاث بسجل هجومي ملفت ودفاع لا يقهر، تبدأ اليوم مرحلة الجَد بالنسبة للمنتخب الإيطالي، حين يلتقي نظيره النمساوي على ملعب (ويمبلي) في لندن في دور الـ 16.
وأظهر المنتخب الإيطالي أنه وضع خلفه خيبة الغياب عن مونديال روسيا 2018، وتمكن بقيادة روبرتو مانشيني من خطف الأنظار بأسلوب لعب جميل مغاير تماماً لما اشتهر به الطليان خلال تاريخهم من طريقة لعب دفاعية تبحث عن النتيجة ولا شيء سوى ذلك.
واحتفل الآتزوري بأفضل طريقة بعودة الجمهور إلى الملاعب حين فاز بمبارياته الثلاث في دور المجموعات على الملعب الأولمبي في روما على تركيا وسويسرا بنتيجة واحدة 3-0 ثم على ويلز 1-0 في مباراة خاضها بتشكيلة رديفة.
ويدخل منتخب إيطاليا الآن إلى ملعب ويمبلي على خلفية 11 فوزاً نظيفاً على التوالي و30 مباراة متتالية من دون هزيمة، وتحديداً منذ الخسارة أمام البرتغال 0-1 في 10 أيلول 2018 في دوري الأمم الأوروبية، ليعادل مانشيني الرقم القياسي الذي حققه فيتوريو بوتسو قبل قرابة قرن من الزمن بين 24 تشرين الثاني 1935 و29 تشرين الثاني 1939.
لكن هذه الأرقام ليست مهمة بقدر أهمية مواصلة الحلم بلقب أول على الإطلاق منذ مونديال 2006 وثانٍ فقط على صعيد البطولة القارية بعد الذي تحقق عام 1968.
وستكون النمسا العقبة التالية في مشوار عودة إيطاليا بين الكبار بعد تجاوزها الدور الأول للمرة الأولى في كأس أوروبا والأولى على الإطلاق منذ مونديال 1982 الذي أحرزه الآتزوري بالذات.
وتوقع ظهير نابولي جوفاني دي لورنتسو المرجح مشاركته أساسياً اليوم بسبب إصابة أليساندرو فلورنتسي في المباراة الأولى ضد تركيا، بأن : تكون مباراة صعبة لكننا سندخلها بجاهزية. يجب أن يكون لدينا الحماس دون افتراض (بأن الخصم سهل). لم نفقد التركيز على هدفنا. هناك جو إيجابي من حولنا ويجب أن نستمر في تغذيته.وأكد أن المنتخب: ليس قلقاً. إنها مباراة في كرة القدم. الآن تبدأ المتعة بمباريات التأهل بالفوز والإقصاء بالخسارة. ندخل بمستوى متوازن من التوتر والتركيز. نحن إيطاليا. نحن دائماً ندخل الملعب من أجل الفوز.
ويأمل المنتخب الإيطالي تأكيد تفوقه التام على نظيره النمساوي على الصعيد المباريات التنافسية إن كانت قارية أو عالمية، في التصفيات أو النهائيات، إذ فاز بالمواجهات الأربع بينهما في كأس العالم، آخرها عام 1998 في دور المجموعات، فيما فاز بمباراة وتعادل في أخرى خلال التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 1972.
وتعود المباراة الأخيرة بين المنتخبين إلى آب 2008 حين تعادلا ودياً 2-2.
وفي حال نجحت إيطاليا في تأكيد تفوقها على النمسا، ستكون رحلتها نحو اللقب القاري الثاني شاقة للغاية، لأن تصدرها للمجموعة الأولى وضعها على مسار الفائز من المواجهة النارية بين بلجيكا والبرتغال حاملة اللقب، فيما قد تواجه فرنسا بطلة العالم أو إسبانيا في الدور نصف النهائي.
لكن يجب التركيز أولاً على النمسا حيث توقع نجم الوسط ماركو فيراتي الذي عاد من الإصابة وشارك أساسياً في الجولة الأخيرة ضد ويلز، بأن : تكون مباراة صعبة للغاية لأنها في ثمن النهائي. لا توجد مباريات سهلة في هذه المرحلة (من البطولة). لقد رأينا ذلك في مباراة ألمانيا والمجر (2-2 في الجولة الأخيرة). كانت ألمانيا خارج البطولة قبل 10 دقائق على النهاية (قبل أن تدرك التعادل وتتأهل).ورأى صانع ألعاب باريس سان جيرمان الفرنسي أن : هذا النوع من الفرق يقاتل في أرض الملعب حيث يجب أن يكون القتال. سيكون الأمر صعباً. يتوجب علينا مواصلة اللعب بنفس الطريقة. إذ لعبنا بنفس النية، الرغبة والشجاعة التي أظهرناها حتى الآن، بإمكاننا تقديم مباراة رائعة.
وسيكون على مانشيني ولاعبيه الحذر من الظهير دافيد ألابا الذي : هو بالتأكيد أهم لاعبي النمسا بحسب دي لورنتسو، لكن: بشكل عام، هم فريق قوي بدنياً ويلعبون دائماً بوتيرة عالية.
وسيخوض منتخب النمسا مواجهة ويمبلي (من دون خوف)، بحسب ما أكد مهاجمهم ماركو أرناوتوفيتش، لأنه “في غضون 90 دقيقة أي شيء قد يحصل. نحن لسنا ذاهبون إلى هناك من أجل الاستمتاع بالنظر إلى الملعب، بل نحن ذاهبون الى هناك من أجل الفوز.
وفي المباراة الثانية، يصطدم طموح غاريث بايل ورفاقه في المنتخب الويلزي بتكرار إنجاز 2016 حين وصلوا إلى نصف النهائي في أول مشاركة لهم في النهائيات، برغبة المنتخب الدانماركي في الذهاب بعيداً من أجل نجمه الغائب كريستيان إريكسن، وذلك حين يلتقيان على ملعب (يوهان كرويف أرينا) في أمستردام.
ونجح الدانماركيون الذي فاجأوا العالم عام 1992 بإحرازهم اللقب بعد مشاركتهم في النهائيات في اللحظة الأخيرة نتيجة استبعاد يوغسلافيا، بالتأهل إلى دور الـ 16 رغم صدمة خساراتهم نجمهم إريكسن في المباراة الأولى ضد فنلندا (0-1) بعد تعرضه لأزمة قلبية.
وبدا واضحاً أن ما حصل مع صانع ألعاب إنتر ميلانو الإيطالي شكل حافز للدانمارك من أجل القتال لأجله، وصولاً إلى حسم التأهل كثانية المجموعة الثانية خلف بلجيكا بالفوز في المباراة الأخيرة على روسيا 4-1 في العاصمة كوبنهاغن التي احتضنت مبارياتها الثلاث في دور المجموعات (خسرت الثانية أمام بلجيكا 1-2).
والآن وبدافع مواصلة الحلم من أجل إريكسن، يحل رجال المدرب كاسبر هيولماند في أمستردام باحثين عن الفوز الأول لبلادهم في الأدوار الإقصائية منذ إنجاز 1992.
ويحتفل الدانماركيون اليوم بذكرى مرور 29 عاماً على فوزهم في نهائي 1992 على ألمانيا، لكن هذه المرة سيكون البلد الاسكندنافي على نفس مستوى منافسه المقبل من حيث القدرات والآمال بل سيكون الأوفر حظاً على الورق بالنسبة لفريق يحتل حالياً المركز العاشر في تصنيف (الفيفا).
وبعد الفوز المصيري على روسيا الذي جعل الدانمارك تتأهل على حساب فنلندا وروسيا بفارق الأهداف المسجلة في المباراتين مع الأخيرتين بما أن المنتخبات الثلاثة تعادلت بالنقاط، تحدث هيولماند عن الوضع المعنوي للفريق بعد الذي حصل مع نجمه إريكسن، قائلاً : من الصعب أن أصف ما مر به هذا الفريق. نحن نفكر بكريستيان طيلة الوقت.
عندما التقى المنتخبان مرتين في دوري الأمم الأوروبية في خريف 2018، خرجت الدانمارك منتصرة في المناسبتين، 2-0 ذهاباً على أرضها بثنائية لإريكسن بالذات و2-1 إياباً.
ومن المؤكد أن الجمهور المحلي في أمستردام سيحضر المباراة وأفكاره مع إريكسن الذي دافع عن ألوان أجاكس وخاض معه مباراته الأولى كأساسي قبل الاحتفال بميلاده الثامن عشر في طريقه للفوز معه بلقب الدوري الهولندي ثلاث مرات قبل أن ينتقل الى توتنهام الإنكليزي عام 2013.
ووصل إريكسن الذي يدافع عن ألوان إنتر ميلانو منذ كانون الثاني الماضي 2020، إلى توتنهام في الصيف الذي شهد رحيل بايل من النادي اللندني الى العملاق الإسباني ريال مدريد.
وكان بايل في أوج عطائه مع ريال مدريد حين حقق ورفاقه المفاجأة في كأس أوروبا 2016، بتسجيله ثلاثة أهداف ومساهمته بشكل كبير ببلوغ بلاده نصف النهائي في أول مشاركة لها قبل أن ينتهي المشوار على يد زميله حينها في النادي الملكي كريستيانو رونالدو والكتيبة البرتغالية التي توجت لاحقاً باللقب.
ورغم تراجع دوره في ريال ما أدى الى إعارته لفريقه السابق توتنهام، عاد بايل ليلعب الدور الأساسي في مشوار ويلز في النهائيات القارية وقادها للتأهل مع إيطاليا وسويسرا عن المجموعة الأولى، لكن هذه المرة بتمريراته الحاسمة وليس أهدافه التي بقيت صفر بعدما أهدر ركلة جزاء ضد تركيا (2-0) في الجولة الثانية.
وأشاد جو رودون بزميله في المنتخب وتوتنهام قائلاً: أن أشاهده لسنوات وأن أكون محظوظاً بما فيه الكفاية للعب بجانبه الآن، فأنا أعلم أن باستطاعة غاريث القيام بما يشاء على أرضية الملعب.
وتشكل مباراة اليوم مواجهة مميزة بين الحارسين الزميلين في ليستر سيتي الإنكليزي كاسبر شمايكل من ناحية الدانمارك وبديله في النادي داني وورد في الجهة المقابلة.
وسيخوض المنتخب الويلزي اللقاء من دون جمهوره بسبب قرار السلطات الهولندية بمنع دخول القادمين من بريطانيا الى البلاد ضمن إجراءات الوقاية من النسخ المتحورة لفيروس كورونا.
وكشفت وسائل الإعلام البريطانية أن عدداً من الجمهور الويلزي حضر لأمستردام من العاصمة الأذربيجانية باكو حيث خاض المنتخب مباراتيه الأوليين في دور المجموعات ضد سويسرا (1-1) وتركيا (2-0)، من دون العودة الى بريطانيا، لكن السلطات الهولندية كانت لهم بالمرصاد وأعادتهم من حيث أتوا.
ويشكل غياب الجمهور نقطة سلبية لويلز في مواجهة الدانمارك التي ستحظى بمؤازرة مشجعيها بما أن لا قيود على السفر بين دول الاتحاد الأوروبي.
وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) توقع مدافع ويلز كونور روبرتس أن : 99 % من الناس سيشجعون الدانمارك في أمستردام.
ويأمل روبرتس ورفاقه العودة مجدداً إلى باكو من أجل خوض الدور ربع النهائي ضد الفائز من مواجهة هولندا وتشيكيا، وربما العودة الى بريطانيا وبالتحديد لندن وملعب ويمبلي لخوض نصف النهائي أو حتى النهائي.