يطرح معرض الربيع السنوي 2021 الذي يقام في خان أسعد باشا، تساؤلات كثيرة في أوساط الفنانين والمتابعين، عن مدى الجدية والنزاهة ، في قبول عمل ورفض آخر، مع الإشارة إلى أن العديد من كبار فنانينا قاطعوا ومنذ سنوات معرض الخريف، حتى إن العديد من الشبان والشابات قاطعوا معرض الربيع، بسبب الغبن والظلم الذي يلحق بهم ، ولا بد من الإشارة إلى تهجير العديد من الفنانين، واحتراق وتدمير وتخريب محترفاتهم، بما فيها من لوحات وكنوز بصرية ووثائق نفيسة وكتب فنية نادرة ، وهجرة العديد منهم ، خلال سنوات الحرب وبعدها .
وفي أحسن الأحوال يطرح معرض الربيع 2021 تساؤلات مقلقة، ولاسيما أن العديد من الأعمال المقبولة والمعروضة، ليست أفضل من بعض الأعمال التي رفضت ، وكنت قد اقترحت ومنذ سنوات أن يقام معرض للمرفوضين، على غرار معرض المرفوضين، الذي أقيم للانطباعيين، حتى تتأكد هذه الحقيقة، وحتى يكون للفنانين والمتابعين والجمهور رأي في الأعمال التي تم رفضها ( من معرضي الخريف والربيع) عن حق أو غير حق . مع الإشارة ، إلى أن الأذواق الخاصة تلعب دورها أيضاً، حيث لا توجد في الفن الحديث والمعاصر، معايير فنية ثابتة ومتفق عليها . والملاحظ أن العديد من الشباب والشابات، يتحملون أيضاً مسؤولية هذا الخلل، حين يحاولون القفز فوق المراحل، وخاصة المرحلة الأكاديمية، للوصول إلى أقصى حالات التجريد اللوني الانفعالي والعبثي والدادائي والتخريبي . ( فهؤلاء يبدؤون تجاربهم بتقليد لوحات جاكسون بولوك وهانزهارتونغ التجريدية وسواهما، قبل أن يتقنوا حالات التدرج من الرسم الواقعي إلى التعبيري وسوى ذلك من رسم تشخيصي) .
وهذا يعني أن مشكلة معارض الشباب الأساسية، تكمن في تفاعلهم الدائم والسلبي مع الفنون التجريدية والتعبيرية المتطرفة في حداثتها . وإذا كانت التوجهات التربوية الحديثة تطالب بإعطاء طالب الفنون حريته، حتى ينتج عمله دون أن يكون مقيداً بأي ظروف خارجية، فإن هذه الحرية يجب أن تمارس ، في إطار كل مرحلة على حدة ، بدلاً من القفز المجاني ، فوق المراحل ، وبطريقة سطحية غير منتجة لأي إبداع أو فن صادق وسليم وحقيقي .
رؤية- أديب مخزوم