ثورة أون لاين: تتفق معظم الاطراف الدولية المؤثرة في المشهد الدولي على ان لا حل الاسياسيا للازمة في سورية وهذه نتيجة منطقية وهامة في اطار القراءة الموضوعية لسياقات الازمة وطبيعتها واستطالاتها الاقليمية والدولية ناهيك عن بعدها الداخلي وذلك بعد مضي اكثر من ثلاثة وثلاثين شهرا على بداية احداثها ولعل الوصول الى هذه النتيجة مرده سقوط الرهان على مقولة تدمير الدولة السورية او اسقاط نظامها السياسي بالقوة العسكرية او بالضغط السياسي والاقتصادي او بالتلويح بالتدخل الخارجي وكل ذلك بفضل ما ابدته القوات المسلحة العربية السورية والشعب السوري من قوة وتماسك كللته قيادة سياسية تمسكت بالدفاع عن البلاد وسلطتها الشرعية وقرارها المستقل وقدرتها على حسن ادارة الازمة على الرغم من كل التجييش الاعلامي والحشد غير المسبوق على الصعيد الدولي ضد ها .
ان الاقرار بحتمية الحل السياسي للازمة لا يعني تحديد صيغة واضحة لطبيعة ذلك الحل او مضامينه وهنا تكمن المشكلة فالحل السياسي عند قوى المعارضة الخارجية ومن يدعمها من قوى اقليمية ودولية هو اعادة تظهير للفشل في تحقيق غايتها بالوصول الى السلطة من خلال معطى القوة والعنف وذلك بقولها ان وظيفةمؤتمر جنيف اثنين هو تشكيل ما سمي هيئة حكم انتقالي هي في مضمونها تسليم للسلطة لقوى المعارضة تلك تحت عنوان حل سياسي وهذا يظهر جليا من خلال تصريحات بعض رموز تلك المعارضة التي تتشكل من كوكتيل سياسي غير واضح المعالم والهوية .
اما الحل السياسي من وجهة نظر السلطة الوطنية السورية في فهم مضمون وفحوى الحالة الانتقالية فهي تلك التي تنقل البلاد من حالة العنف والقتال والارهاب الى حالة الاستقرار المجتمعي كخطوة اولى تهيء موضوعيا للعملية السياسية الديمقراطية والعميقة التي تتأسس على معطى داخلي سوري سوري تنتجه ممارسة ديمقراطية واسعة الطيف ينبثق عنها بناء مؤسسي ديمقراطي يحمل ملامح الجماعة السياسية السوريةوطموحاتها لا رغبات القوى الخارجية وامانيها في اعادة تموضع سورية السياسي كموقع وموقف في اطار صراع المحاور الدائر في المنطقة منذ اكثر خمسة عقود وهو ما يفسر حقيقة كل هذا العراك الدولي الدائر مع سورية وحولها بين قوى عالمية واقليمية تدرك حقيقة ان الفوز باصطفاف سورية السياسي في هذا الكتلة او تلك يعني رجحانها في اطار الصراع والتنافس بين القوى العظمى على رسم خرائط لنظام دولي جديد .
ان تحديد اولويات جنيف اثنين بين اولوية مصالح ورغبات القوى الخارجية ومن معها من قوى المعارضة وهي حصرا الوصول الى السلطة بأي ثمن واولويات الداخل السوري الذي تتركز حول عودة الاستقرار والامن والحياة الطبيعية ومعالجة الابعاد الانسانية للازمة من تهجير وخطف واعتقال ونزوح ودم يزهق ان تحديد تلك الاولويات هو الذي يعطي فرص نجاح حقيقية للمؤتمر اضافة الى انه اختبار حقيقي للقوى التي تظهر الحماس لانعقاده اضافة الى التباكي على ما حل بالسوريين من مأس السوريين وما آلت اليه اوضاعهم الانسانية جراء تلك الحرب والارهاب غير المسبوق الذي شن عليهم وبدون اية جريرة اوسبب .
ان المجتمع الدولي امام اختبار حقيقي لمدى مصداقيته جراء ما يجري في سورية من جرائم وارهاب منظم يرتكب تحت سمع وانظار العالم الذي يفترض انه متمدننا وهو قادر على ايقاف الة القتل تلك وان هذا الاختبار سيكون مقياسه اولويات المؤتمر التي اشرنا اليها اهي البعد الانساني للازمة ام البعد السياسي ورغبات المعارضة الخارجية المسلحة ومشغليهاولاشك ان حسم احد الخيارين كاولوية هو الذي سيضع الازمة على سكة الحل او يبقيها في حالة انعدام وزن ؟
د. خلف المفتاح