ثورة أون لاين – شعبان أحمد :
أكثر من ألف يوم وسورية تنزف… تنزف دماً أحمر بأنياب فتّاكة لا تعرف الرحمة… تنزف بسيوف ملطخة بنفط عفن وممالك نتنة…. سلوكها المعتاد عبر التاريخ حياكة المؤامرات ومصّ دماء الشعوب العربية بقلب بارد كهل… كحال حكامهم المهترئين،
والمنتهية صلاحيتهم إلا من موضوع الكره والبغض والحقد الأعمى.
هؤلاء هم ملوك آل سعود الذين ارتعدت فرائصهم من فيلم يحاكي تاريخهم الأسود وخيانتهم. خانوا… وتوسطوا وأزبدوا وضغطوا حتى لا يعرض «ملك الرمال» لكن هيهات….
ملوك وأمراء باعوا القدس وتآمروا على فلسطين وأشعلوا الحروب… وقضّوا مضاجع العرب في ليبيا وتونس ومصر واليمن، وهم أنفسهم قسّموا السودان، هم أنفسهم فتكوا بسورية.
الخونة… برأيهم كل ذلك لا يشكل إساءة.
بينما عرض فيلم اعتبروه إساءة لمؤسس مملكتهم الهرمة…!
سورية التي احتضنت العرب في جميع أزماتهم، والتي اتضح أن آل سعود وراءها، واليوم السوري يُتاجر به في المخيمات.
هل نسوا ما فعلت سورية باستقبالها للكويتيين والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين ؟!.
ألف يوم من الحرب الشرسة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً…. حرب تكالب «المفسدون» من أنحاء الأرض كلها…… وسورية واقفة لم تهزم، ولن تهزم طالما هناك شعب متضامن مع جيش جبار.
صحيح أن الحصار أضر بالاقتصاد، وأن الغلاء نغص عيشة المواطن، إلا أن سورية «القوية» ما زالت تدفع رواتب موظفيها كل آخر شهر… وربطة الخبز ما زالت بـ 15 ليرة سورية، والدعم الحكومي ما زال سارياً على المواد نفسها التي كانت مدعومة قبل الأزمة.
والأداء الحكومي رغم ثقل الأعمال يقوم بواجبه والنهار عندهم كالليل………. موصول للتخفيف ما أمكن من رواسب أزمة لو أنها أتت على أعظم الدول لأسقطتها.
إذاً هي سورية… سورية شجرة السنديان الشامخة في وجه أعتى العواصف، وستبقى كذلك….
أما ملوك الرمال فإلى أفول…. بحكم قوانين الطبيعة.