يتلمس الرئيس الأميركي جو بايدن أصابع احتلاله في سورية والعراق، ويفرد للبقاء عضلات استراتيجية (الرد بقوة) على كل ضربة تستهدف الوجود الأميركي حتى لو لم يجرح أي جندي.. فالواضح أن بايدن يحاول إعادة العقارب الأميركية إلى زمن (الهيبة الأحادية) وحفظ ماء الوجه قبل أن يراق في عمليات تحرير الأرض من احتلاله وخاصة في سورية..
قد يكون بايدن الذي غير رؤيته تجاه سورية عن توجهه بالانسحاب في عهد ترامب يتعرض لضغوط من الدولة العميقة وإسرائيل، فالخروج من سورية والعراق يعني أن أميركا اندحرت من الشرق الأوسط، خاصة أن أجهزة التحكم عن بعد بيدي البيت الأبيض بدول الخليج ووجود قواعد أميركية لم تمكن واشنطن من الإمساك الصحيح بخيوط الشرق الأوسط.. فثقل هذا الشرق مركزه في سورية والعراق وازداد ثباتاً بمحور المقاومة..
لذلك وأكثر اجتمع الناتو منذ أيام تحت (راية) مكافحة داعش، واستمروا في الكذب حتى ساعات سياسية متأخرة في مجلس الأمن حول بوابات المعابر الإنسانية في سورية، وتساقطت دموعهم خوفاً على الشعب السوري الذي يحاصر بالعقوبات ويقطع أردوغان المياه عنه في الحسكة… كل ذلك لربح ورقة سياسية لواشنطن في سورية حتى لو كانت مزورة بختم الإنسانية والقضاء على الإرهاب ما استفز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فخاطب الرقص الأميركي على حبال مكافحة داعش: لماذا لا تخشوا هيئة تحرير الشام..هل الجولاني إرهاب صديق..
البقعة الساخنة -عزة شتيوي