الثورة أون لاين – غصون سليمان:
في حديث المكاشفة وإظهار الوجع المناسب في المكان المناسب كان للحوار والنقاش العلمي الأكاديمي من على منبر جامعة دمشق مؤخرا خصوصية التشريح الإيجابي والسلبي لجميع الكليات والفروع والأقسام بحضور النخبة من أساتذة الجامعات السورية من مختصين ومهتمين ومتابعين ،وفي التفاصيل الكثيرة التي تم عرضها على الصعيد العلمي والاقتصادي والاجتماعي،والتربوي والثقافي والمعرفي ثمة العديد من الإضاءات الرائعة حول الإنجازات البحثية المختلقة لفروع الكليات ،وفي الوقت ذاته هناك اقتراحات ورؤى غنية تفتح النوافذ والأبواب على كيفية طرق المعالجة وإيجاد الحلول .
نتوقف في هذه السطور عند رسالة وهدف كلية الفنون الجميلة التي تأسست عام ١٩٦٠ وتحولت إلى كلية عام ١٩٦٣بعد أن كانت معهدا للفنون الجميلة.
وفي عام ١٩٧٣ استقلت كلية العمارة عن كلية الفنون الجميلة والتي تضم اليوم خمسة أقسام “العمارة الداخلية ،الاتصالات البصرية ،النحت والتصوير ،الحفر والكرافيك وغيرها.
من هنا كانت رسالة الفنون الجميلة تأهيل المواهب الفنية والمعارف والمهارات الرفيعة ،إلى جانب الاهتمام بالبحوث والدراسات الفنية الأصيلة التي تساهم بتطوير حركة الفن التشكيلي السوري ،ورسائل البحث الفني والعلمي وأدواتهما النظرية والعلمية .
وتنمية شخصية الطالب العلمية والفنية الأكاديمية وتطوير أدواته وقدراته في التفكير والإبداع والبحث، وتوجيه التفاعل مع منتجات الثقافات الأخرى وغيرها الكثير من الأهداف الأخرى.
الدكتور إحسان العر عميد كلية الفنون الجميلة أشار إلى نقطة مهمة ومؤثرة في بعدها الفني والتربوي من ناحية الآلية البحثية والتي طرحها على صيغة تساؤل ،هل إن معاناة كلية الفنون الجميلة مشكلة بحثية ؟ أم مشكلة خاضعة لقانون سياسة الاستيعاب بالجامعة ؟سيما وأن هذه الكلية منذ تأسيسها فإن عدد الطلاب الذين يقبلون في الكلية لايتجاوزون المائة طالب فقط والسبب الرئيس أن غاية الفنون الجميلة هو تخريج فنانين تشكيليين ،وليس مدرسي تربية فنية .مؤكدا ومطالبا في هذا المجال على وجوب وضرورة احداث كلية التربية الفنية لتبقى مهمة كلية الفنون الجميلة هي إنتاج فنان تشكيلي .
وأشار عميد الكلية إلى مهمة بعض الأقسام وما تقوم به من أعمال كقسم النحت الذي ينفذ بحوثا تتعلق بربط أسماء شوارع ومدن سورية بمعالم نحتية تمثل الشخصيات التاريخية الوطنية والثقافية وفق أعمال نحتية مجسمة ونافرة ترتبط بأسماء هذه الشوارع، ولعل السبب الرئيسي في رأيه بهذه الأبحاث هو أن الفن التشكيلي وعاء ثقافي وحضاري ،نقل إلينا كل ما في التاريخ إلى يومنا هذا ،ولولا الفن التشكيلي لما عرفنا شيئا عن هذا الماضي من الحضارات المصرية والرافدية القديمة والرومانية واليونانية .
وأوضح عميد كلية الفنون الجميلة أنه عندما نقرأ ثقافة مجتمع فإننا نقرؤه من خلال هذا الوعاء الثقافي “الفن التشكيلي” .
وهناك بحوث تتعلق بتجارب النحاتين السوريين المعاصرين ،وتقانات الأعمال النحتية المعدنية المعاصرة ،وأخرى تتعلق بالزخارف النحتية في المدن السورية القديمة ،مقدما الشكر والعرفان على هذه التشاركية مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ،ووزارة الثقافة وباقي القطاعات المعنية لأن موضوع الترميم يحتاج جميع الجهود والكفاءات وبالتالي يجب الاستفادة من خبرات الفنون الجميلة في جوانب الترميم المطلوبة ،إضافة إلى الجوانب التطبيقية للخزف السوري القديم والمعاصر ،منوها بأن أقدم جرار خزفية بالعالم موجودة في متاحف القاهرة ” متحف الخزف الإسلامي “هي من مدينة الرقة السورية.
لذلك كله الأجدى بنا أن تكون الأبحاث في هذا المجال من جامعة دمشق وحصريا من كلية الفنون الجميلة .
أيضا هناك أبحاث تتسم بالتشاركية بين النحت والعمارة بغية إيجاد حلول فنية لأماكن وميادين مقترحة .
كما أوضح عميد كلية الفنون الجميلة كل ما يتعلق بمحاور البحث في قسم التصميم الغرافيكي ،بدءا من تصميم الهويات البصرية ،والنظريات الحديثة في هذا النوع من الفن ،إلى الشبكة العنكبوتية والدعاية ،التكنولوجيا الرقمية والإبداع ،والرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد وغيرها من وسائل التكنولوجيا الجديدة في الطباعة الرقمية وتصميم الحرف الطباعي والمواقع الالكترونية.
.وذكر الدكتور العر أنه لاتكاد تخلو كلية من الكليات ،أو أي قطاع من القطاعات الحكومية ليست بحاجة إلى هذا القسم وخبرات هذا القسم .فالعمل التشاركي خطوة مهمة لتحقيق الأفضل بالفن والإبداع والاختراع.