العين الكاذبة و « المراهقة » القطرية..!!

ثورة أون لاين – عـــلي قــاســـــــم: تصل العربدة السياسية ذروتها في مشهد لم يكن أمام الإعلام العالمي إلا استهجانه واستغرابه، فيما السياسيون وجدوه مادة للتندر على أفعال صبيانية، بلغت حدوداً لم يعد بالإمكان تجاهلها!!

وإذا كان ذلك عينة صغيرة من تلك المراهقة الصبيانية في السياسة الخليجية عموماً والقطرية تحديداً، فإن استمرارها يشي بما هو أخطر، حين بدت الكثير من التقارير الأممية تُبنى وفق ذلك المنهج الأعوج، بل بعض المسؤولين الدوليين اتكأ على هذه الحركات البهلوانية لاستعراض أكاذيبهم المضخمة عن سورية.‏‏

فحين يحاول بعضهم أن يفسر تلك الصبيانية، للتدليل على مراهقة سياسية، خصوصاً بعد بروز أدوارها بشكل طارئ، فإن ذلك لا يعني أبداً السماح بالتلاعب بمصير المنظمة ووقارها وتقاليدها وأعرافها إلى هذا المستوى.‏‏

ولأن الموقف خرج عن نطاق المعقول، وتجاوز كل ما هو منصوص عليه في الميثاق الأممي، ثمة حاجة ملحة للتوقف، ليس بما تعكسه من استهتار فحسب، وإنما بما تقود إليه من نتائج وما توفره من ذرائع للاستمرار في الأكاذيب والفبركة أيضاً!!‏‏

الأخطر في هذا السياق ذلك التسييس المتعمّد الذي يأخذ الحماقة القطرية أنموذجاً في الخروج على ميثاق المنظمة، حيث تحول استهداف سورية إلى مهمة يومية في أروقة المنظمات الدولية، ولم يعد هناك أسهل من الدعوة إلى عقد جلسة لمناقشة الموضوع السوري، والأدهى أن تتحول إلى منصة لإطلاق سلسلة جديدة من الأكاذيب مع إعادة التذكير بالأكاذيب التي سبقتها رغم بطلانها.‏‏

فالمفوضة السامية لحقوق الإنسان تصر على إعداد تقاريرها بتلك العين الكاذبة المعتمدة أصلاً على رواية مضللة، مقابل إغماض العين الأخرى عن الحقائق الواضحة، والتساؤل المنطقي: لماذا تصر على تجاهل الجرائم التي تقترفها المجموعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة بل والعمل لتجييرها.. في المكان الخاطئ؟ ولماذا لا تتحدث عن عمليات الدعم والتمويل التي تقوم بها أطراف عربية وإقليمية، بل تحولت لدى السعودية إلى واجب، وعند قطر إلى رهان؟!‏‏

بالتأكيد، لن يعجز أحد عن الإجابة على السؤالين معاً، وتتوفر المعطيات والدلائل الدامغة على تلك الإجابة، وهي بمتناول الجميع، ولا يستطيع أحد أن يدحض تفاصيلها التي تتحرك في كل الاتجاهات بدءاً من الرعاية وصولاً إلى الدعم والتسليح مروراً بالتحريض والتجييش.‏‏

المفارقة، أن التعامل بهذا المنطق الأعوج يضع إشارات استفهام كبرى حول مصير المهمة الدولية التي استدعت حتى الآن بيانين من مجلس الأمن، في وقت قصير، دون أن يستدعي ذلك بالمقابل، الإشارة إلى تلك التفاصيل التي تهدد هذه المهمة, خصوصاً في التقارير والجلسات التي تداعت إلى عقدها الأطراف ذاتها التي تقف وراء الإرهاب في سورية.‏‏

الحقيقة المرة، أن المسؤولية الأخلاقية التي تتعمد دول وأطراف ومنظمات الاستهانة بها إلى حدود الصفاقة السياسية، لا تعفي من التساؤل عن مصير المسؤولية المادية والسياسية.. إذ كيف تستوي بمعيارها هذه العربدة وذلك النفاق مقابل حديث متواصل عن دعم المسلحين بالمال والسلاح والسياسة.. والإعلام!!‏‏

الحقيقة الموازية لها.. أننا على يقين بأن الهزال السياسي في عمل الكثير من الأطراف والدول امتداداً إلى دورهم داخل المنظمة وصل حدود الانقلاب الكامل على ميثاق المنظمة الدولية.. إذ لا يعقل أن تصبح دويلة ناشئة ودور مستحدث بالمال الوسخ قاعدة أو مثالاً للتعامل الدولي، ولا يصح أن تستمر المهزلة القطرية انموذجاً فاقعاً للتهريج السياسي… فكيف حين تكون مراهقة سياسية بوجه عدائي مستفز .. وعين كاذبة وحاقدة ؟!!.‏‏

a-k-67@maktoob.com

آخر الأخبار
وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  يئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2) المعارض الذكية لتبادل المعلومات والخبرات المهندس حسن الحموي: فضاء واسع للمشاركين تركيا: الاعتداءات الإسرائيلية تقوض مساعي إرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة معرض دمشق الدولي .. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول  الأمم المتحدة: مقتل الصحفيين في غزة غير مقبول ويجب تحقيق المساءلة والعدالة المعامل العلفية في حلب تحت مجهر رقابة الزراعة محمد الحلاق لـ"الثورة": ما يهمنا إظهار معرض دمشق الدولي كقوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات  صيانة خطوط الكهرباء وإصلاح أعطال الشبكة في حمص وفد اقتصادي ألماني يبحث التعاون مع غرفة تجارة دمشق جذب الاستثمارات الزراعية.. اتحاد فلاحي حمص بمعرض دمشق الدولي وزير المالية: نرحب بالدعم الفني الأوروبي ونتطلع لزيارة وفد الأعمال الفرنسي رؤية جديدة في طرطوس لدعم الاستثمار وتوسيع آفاق التصدير  اعتماد المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 في قطاع التأمين الكويت: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته تجاه سوريا انتهاك للقانون الدولي مسار جديد لبناء تعليم نوعي يواكب متطلبات التنمية المجتمعية