ثورة أون لاين – علي نصر الله: أن تذهب تركيا الى حيث هي اليوم ، وأن تتقدم مملكات وامارات النفط على تركيا في حملات وحفلات الكذب والتضليل والفبركة ضد سورية فهو أمر يمكن فهمه انطلاقا من فهم أمر العمليات الأميركي الذي أسند مهمات محددة لهذه الأطراف – الأدوات – مسلوبة الارادة .
وأن يحاول مجلس الأمن الدولي تبني الأكاذيب والادعاءات ليبني عليها مواقف سياسية تمهد لاجراءات عدوانية ضد الشعوب والدول ذات السيادة فهو أمر يمكن فهمه أيضا انطلاقا من فهم مستويات الانحياز والتزوير الأميركي والكيل بمكاييل متعددة الذي تقوم به واشنطن والغرب في التعاطي مع القضايا الدولية وقضايا المنطقة تحديدا بسبب من اتصالها المباشر بكيان العنصرية والارهاب اسرائيل وبسبب من اتصال هذه القضايا بالمصالح الاستراتيجية لأميركا والغرب .. غير أن ما لايمكن فهمه هو أن يتحول مجلس حقوق الانسان الى أداة تزوير بيد واشنطن رغم أنها طردت طردا من عضويته قبل سنوات قليلة؟!.
كان يمكن للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة أن تتحلى بالموضوعية في أدائها العام بعيدا عن التسييس لطالما أنشئت أصلا على أسس قانونية لتحقيق أغراض انسانية محضة بعيدا عن السياسة/ العفو الدولية ، الصحة العالمية ، اليونسكو ، حقوق الانسان … الخ /، نعم كان يمكن لهذه المنظمات الدولية أن تؤدي دورها بمثالية – وليس بحيادية – في أربع جهات الأرض، الا أنها أدهشت وأثارت العجب العجاب ووضعت ألف ألف اشارة استفهام حول أدائها وعملها ورؤيتها للوضع في سورية رغم وضوح الصورة وجلائها ؟!.
فمما يثير الاشمئزاز هو أن المفوضة الأممية لحقوق الانسان لم تكتف بتجاهل الجرائم وأعمال التخريب التي قامت وتقوم بها المجموعات الارهابية في سورية ، بل عمدت الى تزوير الحقائق وتبني الأكاذيب والادعاءات التي يجري تصنيعها اعلاميا والترويج لها على أنها حقيقة من دون أن تتأكد من مصداقيتها .
ورغم اعتراف واشنطن والغرب بوجود القاعدة والمجموعات الارهابية المتطرفة وبالأعمال الاجرامية التي تقوم بها ضد المدنيين والعسكريين فضلا عن استهداف منشآت الاقتصاد الوطني ، فاننا لم نسمع من نافي بيلاي كلمة ادانة واحدة ولم يصدر عنها اشارة واحدة الى الانتهاكات المرتكبة !.. لماذا ؟.
هل دققت في أي من المعلومات التي وضعتها السلطات السورية بين يديها ؟.. لماذا تتجاهلها ، واذا كانت لا تصدقها فلماذا لم تكذبها بالدليل القاطع الذي لا تملكه ولم تقدمه لاثبات ادعاءاتها ؟!.
ماذا عساها تقول في 6143 شهيدا من المدنيين والعسكريين، وماذا عساها تقول في 1590 مواطنا مختطفا ثلثهم لا يزال مصيرهم مجهولا؟.. وماذا عساها تقول في 24 مليار ليرة تكبدتها – فقط – وزارة الكهرباء بسبب أعمال التخريب والارهاب التي استهدفت قطاع الطاقة؟.. وماذا يمكنها أن تقول في 13 مشفى و43 مركزا صحيا تعرضت للنهب والاحراق والتخريب على أيدي المجموعات الارهابية ناهيك عن احراق وتخريب 73 سيارة اسعاف؟؟!.
لماذا تصر بيلاي على جمع الاكاذيب والترويج لها مقابل تجاهل هذه الحقائق ، ومن سمح لها باستخدام كوادر وموارد الأمم المتحدة لممارسة العدوان على سورية ، بل من يحاسبها غدا على ما تفعله لجهة أنها بهذا المستوى الوضيع وغير الأخلاقي من الأداء انما هي تعتدي على المنظمة الدولية التي ترأسها ، وتضرب مصداقيتها ، وتسيء لها بدلا من أن تعزز عملها ومصداقيتها ؟!!.
هذه التساؤلات وسواها مما يطرح حول أداء المنظمات الدولية وعلاقتها المشبوهة بالولايات المتحدة واسرائيل تغاضيا وامتناعا عن رؤية جرائمهما وانتهاكاتهما للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة ستبقى مطروحة بإلحاح الى أن تنجح القوى الدولية بتحرير العالم والمجتمع الدولي والمنظمات التابعة من سيطرة قوى البغي عليها .. وفقط تسجيل نجاحات حقيقية باصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن هو ما يوقف طرح الأسئلة والضغط الواجب ممارسته على الأمم المتحدة .
ali.na_66@yahoo.com