أين العلة في رياضتنا؟ تساؤل يشبه الأسئلة الطبية، وهذا منطقي لأننا الآن تحديداً نحتاج للتشخيص والفحص الدقيق بكل الوسائل للعثور على الخلل ومعالجته، ومبدئياً فإن الأغلبية من المحللين والمختصين، وكذلك المطلعين على أوضاع رياضتنا يتفقون وقبل التشخيص، أن العلة تكمن في المنظومة الإدارية، وأننا نحتاج لإدارات سليمة ومحترفة.
الإدارة لا تقل أهمية إن لم تكن أهم من الجهاز الفني في إعداد الفريق، فعلى عاتقها تقع مسؤولية بناء اللاعبين نفسياً وتقديم عناصر الصمود في الملعب فهي من تقدم المحفزات المادية والمعنوية ومن تبني العلاقات الصحيحة بينهم إلى جانب المدرب، ولأن الجهاز الإداري بهذه الأهمية فيجب أن تتوفر في الإداري معايير معينة، ولهذا يقال إن الإداري يجب أن يكون شخصاً محترفاً يفهم مقاييس المستطيل الأخضر وقد جربها طولاً وعرضاً، ويفهم نفسية من يلعبون داخله، وليس هاوياً لم يلمس الكرة في حياته.
كل الدول التي حققت نجاحات رياضية ونهضة في المستوى الرياضي، وضعت التخصص شرطاً للإداري الناجح، وبالنسبة لنا فنحن نعاني من هذه المشكلة أكثر من غيرنا، لأننا وبصراحة وشفافية نفتقر في معظم أنديتنا إلى الإمكانيات التي تتيح للإدارة دعم محترفيها مادياً ومعنوياً، فمادياً هي لا تمتلك المال الكافي ومعنوياً فعناصرها في غالبيتهم ليسوا محترفين مثل لاعبيها وغير قادرين على فهم نفسية اللاعب داخل الملعب وخارجه.
هناك علة أخرى تضع رياضتنا في مشهدها المتواضع الحالي، فالإداريون في الأندية يعملون من أجل بقائهم على مقاعدهم وليس لنجاح أنديتهم، ورياضتنا بهذه العقلية لن تتقدم متراً واحداً للأمام داخل الملاعب الدولية وستبقى خائفة على مرماها داخل المنطقة الخطرة، وخلاصة القول هو عود على بدء، أين التشخيص شبه الدقيق؟ نحن نحتاجه وبشكل سريع فنحن أمام امتحان شديد الصعوبة في المباريات المؤهلة للمونديال ولا نريد أن تسقط فيه فرحتنا سقوطاً حراً.
مابين السطور- سومر حنيش