الثورة أون لاين – خلود حكمت شحادة:
كثيرآً مانردد في أحاديثنا اليومية كلمة مسؤولية أو عبارات تشير إلى ذاك المصطلح بحروفه البسيطة ومعناه الكبير، ليكون الالتزام ترجمة ذاك المعنى فهناك الالتزام الأسري والمجتمعي والمهني على اختلاف الأعمار والأشخاص لنجد الأم مسؤولة عن أبنائها من أبسط احتياجاتهم إلى أكبرها، لا تكلّ أمام هذا الالتزام وكذلك الأب والعامل والموظف والطالب كل لديه مسؤولية خاصة تجاه مكانه وبيئته المجتمعية، هذا الالتزام تجاه المجتمع المصغر والمحيط القريب ولكن أين مسؤوليتنا تجاه وطننا؟
عندما نتطرق إلى مصطلح الوعي فإننا ندرك أن الوعي يأتي من ذات الشخص نفسه ومن المفترض أن يكون فطرة أو أن يكون مكتسبا من سلوك من هم حوله، فالفرد في سلوكه مع أفراد أسرته يعطي صورة حقيقية لحياته التي يعيشها في منزله لتتسع تلك الدائرة وتشمل أفراداً يعكسون بطبيعة الحال صورة مجتمع بأكمله.
ويمكن القول إن الوعي المجتمعي ظاهرة اجتماعية يتمتع بها الإنسان تنشأ معه وتؤهله لتحمل كافة الالتزامات والواجبات الواقعة عليه تجاه نفسه وتجاه الأخرين.
فكل خطوة نخطوها وكل عمل نقوم به هو مسؤولية والتزام ولكنها تصغر أمام المسؤولية الأكبر وهي وعينا لوطننا وأهمية الدفاع عنه بالقلم والعلم والعمل وهنا يبرز دور الأسرة في تربية أبنائها وزرع حب الوطن في نفوسهم ويلعب الوعي المجتمعي الدور الأمثل في أداء هذه المهمة، فالأسرة التي اعتادت النظام في حياتها وعلّمت أبناءها الحقوق والواجبات تحت سقف تلك الأسرة سيكمل أفرادها حياتهم بذات النمط تحت سقف الوطن وفق سلوك مسؤول يكمن في وعي الشخص ودوره في مجتمعه وشعوره بالواجب وأن هناك روابط بينه وبين أفراد جماعته وارتباطه بالوطن واستمراريته لكل هذا يمثل الوعي المجتمعي أحد أهم ركائز تطور واستقرار المجتمع وأساس كل معرفة.
ومن هنا تبرز المسؤولية الاجتماعية التي تقوم على حث أفراد المجتمع على تحمل المسؤولية تجاه كل من الفرد والأسرة والمجتمع بشكل عام وتعمل على توعية الأفراد بالعديد من المشكلات التي تواجه المجتمع بدءاً من احترام القوانين مهما كانت بسيطة وقبول نظام معين وقوانين خاصة بالمجتمع من احترام لقوانين السير وحماية الممتلكات العامة واحترام الآخر وهذه التربية تبدأ من الخلية المجتمعية الأولى لينمو الطفل وقد اعتاد احترام القوانين وتطبيقها ضمن جدران أسرته الصغيرة لينقلها معه إلى محيطه الواسع ويتناقلها ويتبادلها مع أقرانه لتكتمل دائرة الوعي المجتمعي بأهمية الالتزام الإيجابي والحرص على تنمية المجتمع من خلال تشجيع أفراده وتعزيز قدراتهم حتى يتمكنوا من مساعدة أنفسهم.
*تحفيز الوعي
ربما تحتاج الأسرة في مهمتها هذه إلى حملات توعية عبر دروس ونشاطات مدرسية أو حملات إعلانية ومسابقات توعوية والأهم من ذاك يأتي دور وسائل الإعلام في تحفيز الوعي المجتمعي وحماية ممتلكات هذا المجتمع من قبل أفراده عن طريق الحفاظ على نظافته وتطبيق قوانينه وحماية بيئته من التلوث وغاباته من الحرائق وحدائقه من مخلفات زيارتهم وجلساتهم الترفيهية والحقيقة أن الوعي الاجتماعي لايسلم ويحقق غايته مالم تتحصن الأسرة بقوانين وأنظمة وتحمي أفرادها من شوائب الاستهتار بالمجتمع، لأن المسؤولية الاجتماعية تعد أهم ركائز الحياة الاجتماعية الخاصة بكل مجتمع ووسيلة لتقدمه، لذلك يجب على كل فرد أن يتحمل مسؤوليته تجاه نفسه وتجاه الأخرين، وهذا يساهم في الشعور بالانتماء للمجتمع الذي هو فرد منه وواحبه الالتزام بكافة قواعده الإنسانية التي تعمل على تماسكه وتحميه من التفكك.