الثورة أون لاين – عبدالمعين زيتون:
إذا كانت سورية – بكل ماتتمسك به من تصميم على أن تحدد طريقها بنفسها وبملء إرادتها-مرصودة ومستهدفة من أعداء الله واﻹنسان والحرية لنسف استقرارها وزعزعة بنيتها وكيانها،فقد أثبتت الحرب اﻵثمة عليها أنها ومهما بلغت من الخسة والدناءة، لاتسطيع أن تثني الشرفاء من أصحاب العزم والكلمة والضمير،عن مواصلة مسيرتها الوطنية والقومية وصمودها كدولة أساس في محور المقاومة.
وبفضل هذا الثبات الذي أبدته سورية شعبا وقيادة سقطت كل أهداف حرب اﻷعداء، ولم تستطع كل أنواع الحروب التي واجهتها سورية،النيل من مسيرتها أو العبث بكيانها وبقيت الكلمة التي لم تغرب شمسها رغم شدة قوى البغي والظلام.
*فشل الحرب اﻹعلامية:
التقت الثورة أون لاين عددا من الكتاب والمبدعين الذين عبروا عن آرائهم في هذا السياق .
-فقد أكد الدكتور عبدالله الشاهر-(أديب وأكاديمي وهو أمين تحرير مجلة اﻷسبوع اﻷدبي التي يصدرها اتحاد الكتاب)-أكد أن الحرب اﻹعلامية التي مارسها اﻷعداء على سورية اشتدت هجمتها أكثر بعد أن فشلت حروبهم العسكرية والاقتصادية.
وأضاف:
لقد عملت دول الشر ودوائرها جاهدة ﻹسقاط الدولة السورية وتفتيت كيانها وبنيتها،لكن ماحصده اﻷعداء غير ما تمنوه،رغم سطوة الإمبراطوريات اﻹعلامية وماقامت به من تضليل باستخدامها كل أساليب التعتيم والتحريض والكتم على الحقائق،واﻷمثلة أكثر من أن تذكر في هذه العجالة،والشعب السوري بات يعرف كل ماجرى .
واستطرد د.الشاهر بالقول بأن دول الشر ودوائرها اﻹعلامية مارست كل أساليب التهويل والتخويف والكذب ولم تزل بهدف تشتيت ذهن المواطن السوري،وصياغة رأي عام يؤيد حروبهم ويتعاطف معها ويساندها ويكون طرفا فيها ضد وطنه،لكن ماحدث العكس، فالمواطن السوري كان أكثر وعيا وثباتا،فالتزم موقف وطنه بإخلاص وعزيمة والتحم مع قيادته وتمكن من إسقاط المؤامرة.
وأشار د.الشاهر إلى الدور الحاسم لﻹعلام الوطني الذي تمكن فرسانه من كشف الزيف والتدليس والتضليل الذي مارسته امبراطوريات اﻹعلام الدولي ضد سورية، وأسقطها وألحق الخزي بأصحابها وبمن حاكها،ولعل الواقع الذي نعيشه بكل تفاصيله يؤكد حقيقة راسخة وهي أن سورية انتصرت وسقطت حروب الشر وأهدافها.
*الفلك اﻷمريكي والفزاعات:
-ومن جهته،فقد اعتبر الشاعر طالب هماش(عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب):
أنه ومما لا شك فيه، فإن إطلاقة الشائعات تلبية لرغبة القرداتي الأمريكي مرقص الفزاعات في قاعات الشر هدفه خلخلة الثقة بالقدرة السورية بعد إنجاز الاستحقاق الدستوري وتكريس مبدأ سيادة الشعب وحقه في اختيار قادته خصوصا أن مرحلة من الاستقرار بدأت تظهر ملامحها بعد الإنجاز الدستوري وقطع الطريق على الاصطفافات الإقليمية والدولية والتي تدور في فلك القرداتي الأمريكي ناهب ثروات الشعوب.
*أهمية دعم المقدرات الثقافية ووسائل الوعي الجماهيري: -من جانبه،فقد رأى الدكتور راتب سكر-(أكاديمي وعضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب)-رأى أن تتنوع الحروب الإعلامية التي تمارسها الدول والقوى العالمية المتنوعة خدمة لاستراتيجياتها في هذا العالم الواسع القائم على براكين نائمة ويقظة من صراعات الوجود والمصالح والأهداف، ومن الراجح أن ميادين الثقافات والفنون ليست خارج ساحات تلك الحروب، لاتصالاتها الوثيقة بالتعبير عن هويات المجتمعات من جهة، وتشكيل ضمائرها الوجدانية الحية من جهة أخرى.
ويقوم ترويج الإشاعات بدور سلاح أساس في هذا المضمار، فيجري توجيه سهامها إلى رموز الثقافات والفنون القديمة والمحدثة في كل مجتمع لإضعاف قواه الوجدانية الفاعلة والمؤثرة، وغالبا ما يجد أبناء المجتمع المستهدف متعا وتسالي في الإشاعات التي تستهدف رموزهم، فيخدمونها من دون قصد متلذذين في جلد الذات، من دون تقدير مخاطره.
إن القناعة بدعم المقدرات الثقافية والفنية في المجتمع، وكوادرها ونشر الثقافات المستنيرة العارفة من الأهمية بمكان في الحد من هجمات قوى الشر والعدوان على مجتمعاتنا العربية، تلكف الهجمات التي تجد في التجهيل العام فضاءها الممهد المناسب.
– وأخيرا،فإن الوعي الجمعي للمجتمع السوري لم يسمح لقوى الظلام أن تغيب الحقيقة عنه،بل إن الحرب القذرة على سورية كانت دافعا أقوى للسوريين للتمسك بوطنهم وقيادتهم يوما بعد يوم، وهذا ماأسقط المؤامرة.