الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
تنامى عمل الجمعيات الخيرية وتطور دورها وتزايدت أعدادها خلال سنوات الحرب على سورية وتنوعت معها المساعدات بين سلات غذائية ومساعدات مادية نقدية ودعم طبي وألبسة وخدمات تعليمية، وتدريبية لشرائح مختلفة من نساء معيلات وأسر فقيرة وجرحى الجيش العربي السوري والمرضى والطلاب وذوي الإعاقة.
فكانت جسور الدعم النفسي والاجتماعي والمهني والمساعي المستمرة لكسر الظروف الصعبة للأسر المحتاجة، حول ما قدمته الجمعيات الأهلية من مبادرات وفقا للبرامج والخطط الوطنية التي تعتمدها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أكدت السيدة نازك رحمة مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق أن العمل الإنساني يستمر في المحافظة بوتيرة عالية وقد وصل عدد المستفيدين إلى أكثر من 700 ألف فرد وأسرة على مستوى دمشق خلال شهر رمضان الذي مضى، ووصلت هذه المساعدات إلى مستحقيها من شرائح مختلفة بمساهمة لوجستية من قبل الجهات الحكومية، وبنشاط فاعل من قبل أصحاب الخير
وبينت رحمة أن الجمعيات الخيرية في دمشق ذات تاريخ عريق، وقد توسعت أدوارها في العشر سنوات الأخيرة بسبب زيادة احتياجات الناس وظروف الحرب على سورية وزادت معها مسؤولية الجمعيات الأهلية التي تعمل كشريك أساسي للدولة في خدمة المجتمع المحلي، وهو دور لا يتوقف على تقديم المساعدات العينية والمادية فهناك الجمعيات تعني بالشأن الصحي وتقدم الكثير من الخدمات على المستوى الطبي من عمليات وتحاليل وتوزيع أدوية وهناك جمعيات تعمل في المجال التوعوي مثل جمعيات مكافحة السرطان وتنظيم الأسرة. إضافة لإمكانية تقديم الخدمات بأشكال مختلفة من خلال تعاقد الجمعيات مع المشافي والمراكز والصيدليات وتطبيق نظام الإحالة دون أن تقوم الجمعية بتقديم الخدمات الصحية بشكل مباشر.
وأوضحت مديرة شؤون دمشق ان أهم ما يميز المجتمع السوري حب العطاء والتعاون والتعاضد والمبادرات ليكون الجميع بخير وذلك ضمن الدور المهم لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في دعم وتسهيل عمل الجمعيات بالتعاون والتنسيق مع السادة المحافظين، حيث قامت الجمعيات خلال الشهر الكريم بتعزيز برامجها من خلال جملة من الأنشطة والفعاليات والمبادرات الموجهة للفئات الأكثر احتياجا انطلاقا من المسؤولية المجتمعية والأخلاقية.
أيمن عبد المجيد المزيد مدير جمعية الأنصار والتي تعتبر من أقدم الجمعيات في سورية إذ تأسست عام 1959 بمساعي وجهاء مدينة دمشق لرعاية العلم والفقراء والمحتاجين والأيتام وإقامة الأنشطة الاجتماعية التي ترفع من سوية أبناء هذا البلد، أكد أهمية ما تقوم به الجمعية من رعاية الأيتام وتقديم ما يحتاجونه سواء كانوا أيتاما داخليين مقيمين ضمن دور الرعاية والتي تشمل: دار الرحمة ذكورا وإناثا من سن الطفولة إلى سن الشباب والبالغ عددهم 400 يتيم ويتيمة، أو الأيتام الخارجيين الموجودين عند ذويهم، والبالغ عددهم 1900 يتيم ويتيمة، إذ تقدم لهم الجمعية كفالة خارجية كل شهر مع تقديم الألبسة اللازمة والحقيبة المدرسية مع افتتاح العام الدراسي وكذلك الرحلات الترفيهية التي تعيد لهؤلاء الأطفال والشباب حيويتهم ونشاطهم. كما تقدم المساعدات المالية الشهرية والعينية لفقراء الحي المجاورين لمنطقة الجمعية والبالغ عددهم حوالي 300 أسرة مستفيدة .
وبين المزيد أن ذروة الضغط من كل عام تكون أثناء شهر رمضان الكريم وفقا للعادات الخيرة الشام وكذلك الشعب السوري بكل أطيافه حيث يكثر تقديم الصدقات والمساعدات مايشكل ضغطا كبيرا في استقبال المتبرعين وتقديم المساعدات للأسر والأفراد المحتاجين من سلل غذائية وألبسة ومبالغ مالية.
وتحدث مدير الجمعية عن مشاريع جديدة في خدمة الهدف الاجتماعي والإنساني ومنها تشييد بناء جديد للأيتام الذكور مجاور لبناء دار الرحمة الأساسي للأيتام الذكور، والمساعي لإقامة مدرسة تعليمية لكل المراحل وفقا لمنهاج الدولة لكون التعليم أحد أهم أهداف الجمعية التي تعمل على دعم الطلاب المتميزين بغية المساهمة في رفع السوية التعليمية لأبناء المجتمع المحلي. إضافة إلى حملة الأضاحي التي تقوم بها الجمعية حاليا تجهيزا لاستقبال العيد وتوزيعها على المسجلين لديها.
يذكر أن القيمة الإجمالية للتبرعات الموزعة في مدينة دمشق خلال شهر رمضان للعام ٢٠٢١بلغت ١٣ مليار ليرة سورية استفاد منها 700 ألف فرد وأسرة.