كم كذبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على العالم وهي تسوق في وسائل إعلامها المضلل أن معبر باب الهوى، وسواه من المعابر التي تسيطر عليها واشنطن هي وإرهابيوها، هدفها “إنساني” بحت، وأن غايتها إيصال المساعدات للسوريين وإنقاذهم من الموت المحتم.
كم ضللت العالم وهي تحارب خصومها في أروقة المؤسسات الدولية، ويعلو صوتها كي تبقى تلك المعابر مفتوحة بشروطها، وتحت سلطة إرهابييها من “النصرة” وغيرها من التنظيمات المتطرفة، وسلطة حليفها التركي معها.
وكم مارست محطاتها التلفزيونية وصحفها التضليل والدجل ضد سورية وروسيا وانتقدت مطالبتهما بتنفيذ مبادئ القانون الدولي، وشنت هجومها عليهما، وانتقدت حتى بكين لأنها أيدت الدولة السورية في حقوقها ومطالبها المشروعة.
أما الحقيقة التي تقفز واشنطن من فوقها، وتخفيها عن العالم، فهي تقديم السلاح والعتاد عبر معبر باب الهوى وبقية المعابر غير الشرعية للتنظيمات الإرهابية التي تنشر الفوضى الهدامة والخراب والدمار في الشمال السوري، وبمعنى آخر فإن تلك المساعدات “الإنسانية” المزعومة كانت لقتل السوريين وتهجيرهم.
وهي حلقة واحدة من جملة الحلقات والحقائق التي مازالت واشنطن تكذب حولها، مثل تجميل احتلالها للأراضي السورية وبناء القواعد العسكرية غير القانونية فوقها بمصطلحات مثل محاربة الإرهاب ومكافحته، ومساعدة السوريين على إعادة الأمن إلى ربوعهم، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أن قواتها الغازية هي قوات محتلة للأراضي السورية، وهي تنتهك حقوق الإنسان في سورية وترتكب الجرائم الشنيعة بحق السوريين.
ومثل هذا الكثير من الأمثلة الحية، فما يسمى أيضاً “قانون قيصر” الذي لا يمت لقوانين العالم بصلة، تحاول أميركا عبره تجويع السوريين وفرض إملاءاتها وشروطها على الدولة السورية، وهي بالمقابل تروج بأنه لمساعدة السوريين ضد دولتهم وحكومتهم، وأنه موجه فقط لبعض الأشخاص، مع أن العالم رأى بالوثيقة والدليل كيف تمنع الماء والدواء والغذاء عن الشعب السوري ببنود “قيصر” وبالإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تشاركها بها القوى الغربية الاستعمارية الحليفة لها، والتي تمنع أي دولة أو شركة أو فرد من دعم سورية أو التجارة معها، وهذا ما يجعل مزاعم البيت الأبيض و”قلقه الإنساني” على الشعب السوري غاية بالسخرية والاستهزاء.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة