الثورة أون لاين – لمى يوسف:
أطلقت الفنانة التشكيلية عدوية ديوب مبادرة تحت عنوان “لقاءات ملونة” تفضي إلى تلاقح الخبرات والأفكار للنهوض بالفن التشكيلي ووفق معايير محددة. بدأت خطوتها الأولى منذ أيام وتستمر بحواراتها الفنية والأنشطة والعمل بمختلف التقنيات التشكيلية.
• رسائل جمالية
عن “لقاءات ملونة” قالت الفنانة عدوية ديوب: هي مبادرة فنية تدعو للرسم معاً بمختلف التقنيات الفنية والخامات في مراسم فناني اللاذقية التشكيليين وفي الهواء الطلق. تهدف المبادرة إلى تشجيع فعل الرسم في الساحات والحدائق والأماكن العامة لما يحمل هذا الفعل من رسائل جمالية وحضارية للارتقاء بالهوية البصرية والمعرفية الثقافية والتاريخية للمنطقة، بعيداً عن التغني النظري بتلك الهوية. كما الاتكاء على البعد الاجتماعي والإنساني لتجربة أي فنان مشارك، ولتقليل مساحة الجفاء والغربة بين العمل الفني وعين المتلقي إن كان كبيراً أو صغيراً، إضافة إلى تهوية التربة بشكل مستمر للفعل الفني على الصعيد الذاتي، الجماعي والمجتمعي للفنانين، مع تحقيق التآزر الأعلى والأشد بين المشاركين الفنانين بغية خلق مساحة ودٍ وتفاعلٍ عجزت الكثير من المؤسسات عن تحقيقية – بسبب الانغلاق والجهل أحيانا بقيمة وأهمية هذا الفعل الإنساني والجمالي، وقد يكون لهم مبرراتهم الغائبة عنا- فالمسؤولية المترتبة على جميع الأطراف حالياً مضاعفة، نظراً لما آل إليه بلدنا الجريح المنهك، لذلك علينا العمل المتواصل نحن ضحايا هذا الانهاك، لتحسين واقع وجوهر عملنا الفني بالوقوف عند قضايا المجتمع ومشكلاته أكثر وأكثر وإعادة صياغتها والتعبير عنها فنياً وتشكيلياً.
وأضافت: بدأنا بمجموعة من الفنانين وفي كل لقاء سيختلف عدد المشاركين أو قد يتكرر، بناء على معايير محددة سيتم الاعتماد عليها كالشغف بالعمل الجماعي، والرغبة بتطوير محتوى المبادرة وذلك عبر النقاش النوعي حول العمل الفني وتحديثه جمالياً فنياً واجتماعياً. إضافة إلى احترام وتقبل تجارب الزملاء المشاركين. علماً أن للمبادرة آفاقا عديدة في عامها الأول أهمها تحقيق شراكات مع المؤسسات الرسمية والأهلية وحتى الأفراد الفاعلين بالعمل الفني التشكيلي.
فهي فرصة سانحة لنرسم معاً، نتبادل الخبرات، ونسمو بالإبداع.
• استضافة
استضاف الفنان سموقان “محمد أسعد” المبادرة في يومها الأول ضمن مرسمه، واعتبرها فكرة خلاقة ذات فائدة إبداعية فنية، عن أهميتها قال: إن إقامة الأنشطة التشكيلية من ملتقيات وندوات ومعارض في الأمكنة التي نُحب ونعشق تضفي على الأجواء سحراً وحميمة عالية.
وكانت الصديقة الفنانة عدوية ديوب صائبة عندما أعلنت عن إقامة مبادرتها في مراسم الفنانين والهواء الطلق، وسعدت حين اختارت مرسمها أول الأمكنة. الفكرة تترك الحرية للفنان باختيار موضوع الرسم والأدوات المستخدمة.
ويضيف: هكذا مبادرات توقظ روح التفاعل والحماس في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا، عندما نتحاور حول الأعمال وتقنياتها وطريقة تنفيذها. تشاركية خبرات ورؤى جميع الفنانين عند بدء الأعمال الفنية يخلق سعادة مضاعفة مضافة إلى سعادة الخلق والبناء والابداع. إن مشاهدة الدروب التي تمر بها اللوحة من تفكيك وتركيب، ومن هدم وبناء للوصول إلى التكوين النهائي الذي يُرضي الفنان صاحب اللوحة يُنمّي قدراته اللامرئية، ويظهر وجهه الآخر الروحي أمام المشاهد الخبير. وتكون عنصراً مفاجئاً يخرج عن المألوف الذي اعتاده بحسه البصري العادي.
كان كل منا مأخوذا بلوحته ويراقب ويرى بكافة حواسه تنفيذ الأعمال الأخرى. فكانت المحصلة مذهلة باختيار مبدع للمكان والموضوع المناسبين، اتفقنا أن نكررها في مراسم وأمكنة أخرى،
مدعومين بالجمال والمحبة.