قد تتمكن قوات الاحتلال الأميركي من التعتيم، وإخفاء الخسائر التي منيت بها في العدد والعديد نتيجة الهجمات التي تعرضت لها قواعدها غير الشرعية في سورية ( منطقة الجزيرة)، إلا أنه ليس باستطاعتها الهروب من الحقيقة، وإنكار أن ما جرى من عمليات استهداف طالت قواعدها يشي بمرحلة جديدة، وتغيير في المعادلة الميدانية، لطالما كانت قوات الاحتلال في بعد عن أي هجوم مباشر كما شهدته قواعدها المحتلة في حقل العمر النفطي، وحقل كونيكو للغاز.
من المؤكد أن صيف الاحتلال الأميركي السادس في سورية، ليس كسابقيه، لدرجة السخونة الميدانية التي بدأت بالارتفاع مع بداية الصيف، عبر خمسة استهدافات عسكرية بالصواريخ والطيران المسير ضد تواجده في سورية، لتكون رسائل شعبية من أبناء تلك المنطقة عن رفضهم لوجود الاحتلال، ودعمه المشاريع الانفصالية من خلال دعم ميليشيات ” قسد” العميلة له، إضافة إلى أنها رسائل ضد عمليات السرقة والنهب التي تقوم بها قوات الاحتلال لثروات الشعب السوري من نفط وخيرات أرضه من قمح.
ما شهدته قواعد الاحتلال الأميركي خلال الأيام القليلة الماضية من هجمات متتالية ونوعية، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وإنما هو تطور في المقاومة الشعبية نوعاً وانتقالها من الرفض والاحتجاج من مواجهة قوافل الاحتلال بالحجارة والتظاهرات، إلى مقاومة نوعية لجهة السلاح والتكتيك، وهو انعكاس لتنامي قدرات المقاومة الشعبية، التي بدأت تتبلور بشكل أكثر وضوحاً، وتشكل ترجمة لما أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد العام الماضي في لقاء مع وكالة سبوتنيك الروسية حينما قال: «إن القضاء على الإرهابيين في سورية هو الأولوية الأولى بالنسبة لنا، بعد ذلك، إذا لم يغادر الأميركيون والأتراك فإن الأمر الطبيعي الذي ينبغي أن يحدث هو المقاومة الشعبية، هذه هي الوسيلة الوحيدة، فهم لن يغادروا عن طريق النقاش، أو عن طريق القانون الدولي طالما أنه غير موجود، وبالتالي، ليس لديك أي وسيلة أخرى غير المقاومة».
من المفترض أن يكون المحتل أقد تعلم الدرس جيداً من خلال دروس المقاومة العراقية، وأيقن أن الانسحاب من المنطقة هو الحل الأنسب للحفاظ على حياة جنوده، وتقليل عدد التوابيت المغادرة من المنطقة إلى أميركا، وعليه الاستفادة من تجارب من سبقه من محتلين لبلادنا من قبل حلفاء له، وسؤال الفرنسي والتركي العثماني، عن عزيمة السوري إذا ماقرر الانتفاض لكرامته، وتمرد على ظلم المحتل.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com