طرح الرئيس بشار الأسد رؤية الدولة للمرحلة المقبلة، قوامها الانتماء الوطني والأخلاق والاستناد إلى تطلع السوريين لاستكمال الانتصار بطرد المحتلين وأدواتهم الإرهابية والعملية وبناء وإعمار الوطن وصناعة المستقبل على أسس ومعطيات واقعية تأخذ في الاعتبار الحالة التي خلفتها الحرب الإرهابية على سورية بأوجهها المختلفة على المستوى الوطني وبعنوان عريض أن مستقبل سورية وإعمارها بيد شعبها في المقام الأول والأخير.
العناوين العامة للخطاب تناولت القضايا الرئيسية التي تشغل الرأي العام السوري برؤية وطنية تستمد زخمها وديمومتها من الإرث الحضاري والتاريخي لأبناء هذه الأرض والقدرة الأسطورية التي يمتلكونها في التضحية دفاعاً عن الوطن والعمل لإعادة بنائه وإعماره.
وتصدرت رسالة الرئيس الأسد العميقة في دلالاتها الى أبناء الوطن الذين ضحوا وصمدوا ودافعوا وقدموا أنصع صورة في الوفاء لبلدهم وحريته وسيادته، هذه العناوين استناداً إلى قناعة راسخة من ثقته الراسخة بأن هذا الشعب الذي ضحى بأغلى ما يملك في حماية الوطن قادر على إعادة بناء ما دمرته قوى الطغيان والعدوان والنهوض بالوطن من جديد بتعزيز إرادة العمل والإنتاج وتطوير أداء الاقتصاد الوطني لمواجهة التحديات المعيشية وظروف العقوبات الاقتصادية الجائرة على الشعب السوري.
وحمل الخطاب رسالة في غاية الأهمية تمثلت بتأكيد الرئيس الأسد على اعتبار استقرار المجتمع وكل ما يمس أمنه وأمانه من أولى المسلمات وأهمية تكريس القيم واحترامها لضمان تحقيق التقدم والازدهار، وجاءت دعوته من جديد للمغرر بهم والمراهنين على انهيار الدولة للعودة إلى حضن الوطن في إطار تحصين الوطن وإفساح المجال أمام جميع أبنائه للمساهمة في إعادة بنائه.
وطرح الرئيس الأسد رؤية واقعية وشفافة لمواجهة المشاكل التي أفرزتها الحرب الإرهابية على الوطن، تقوم على تشخيص الواقع بشكل دقيق والعمل على تصحيح وتصويب أداء الدولة والمجتمع، انطلقت من تجربة عملية قوامها أن الشعب الذي فاجأ أعتى الطغاة لن يعدم الوسيلة لتجاوز التفافات الأعداء ومحاولتهم تحقيق أهدافهم بطرق ملتوية عبر العقوبات المتعددة الجوانب.
واتسم الخطاب بملامسته المنطقية لهموم الناس وفي الوقت نفسه مصارحتهم بأن تجاوزها ليس من المستحيلات بشرط عدم الاستسلام لها وانتظار الحلول بل بالمبادرة إلى العمل من كل أبناء المجتمع لتجاوزها وليس انتظار الدولة ومؤسساتها للقيام بهذه المهمة الوطنية.
كذلك الأمر حمل الخطاب العديد من الرسائل الواضحة إلى الدول العربية وعلى المستوى الإقليمي والدولي قوامها اليد السورية الممدودة للعمل مع الأشقاء لحل الأزمات التي تعصف بالمنطقة ومواجهة الأطماع الخارجية فيها، وأيضاً التعامل مع الخصوم على أساس متكافئ عنوانه احترام سيادة الدول والمصالح المتبادلة بعيداً من منطق الهيمنة والتسلط والعدوان.
كعادته الرئيس الأسد سمّى الأمور بمسمياتها، وكان واقعياً في تشخيص الواقع وإمكانية حل المشكلات وتجاوز الصعوبات، وركز على دور السوريين في الأساس على صناعة مستقبل ومجد وطنهم مع الحرص على التعاون مع الحلفاء والأصدقاء وكل من يمد يده للشعب السوري من دون المساس بسيادة وطنه واستقلاله.
معاً على الطريق -أحمد ضوا