اليوم بدأت مرحلة جديدة من مسيرة سورية خطّ ملامحها السوريون جميعاً.. اليوم تبدأ سورية مرحلة مفصلية في حياتها تختلف عن كل ما سبق، فالتحديات جسام والمؤامرة لم تنته بعد، والعدو لا زال متربصاً وإن كان قد هُزِم في أكثر من مرحلة مفصلية..
سورية التي صمدت في وجه كل التحديات، وألحقت هزائم مريرة بخصومها والمتآمرين عليها، قررت واختارت، وما اليوم إلا تتويج لهذا الاختيار الذي اندفع السوريون في كل أصقاع الأرض لتسجيله وإعلانه، في مشهد ألجم أكثر الألسنة سماً وأكثر العقول اختراعاً وخيالاً وتلفيقاً..
وعلى الرغم من كل التحديات التي تواجه سورية اليوم، إلا أن الوضع الاقتصادي يبقى الأكثر ضرورة والأولوية القصوى، لكون المؤامرة لم تتراجع بل بدلت لبوسها ولونها لتنتقل من البندقية إلى لقمة عيش المواطن السوري حصاراً ومنعاً، الأمر الذي يتطلب إخلاصاً في العمل وإرادة جادة فيه، فالظروف لم يعد فيها متسعاً للانتظار، كما لم يعد فيها مجال لبطء الحركة في اتخاذ القرار..
لعل المطلوب اليوم من الجهاز الحكومي، وتحديداً الوزارات ذات التماس المباشر مع معيشة المواطن النزول إلى الشارع بشكل فعال وحقيقي، والوقوف على احتياجات الناس بشكل ميداني بعيداً عن الاجتماعات واللقاءات وسواها، والأهم من كل ذلك الوضوح والصراحة مع المواطن كما أكد سيد الوطن في أكثر من مناسبة وكلمة له، ناهيك عن الضرب بيد من حديد على مكامن الفساد القائمة والمحتملة، بل الأكثر منطقية من ذلك هو ضبط مكامن الفساد المحتملة حتى لا تتحول إلى بؤرة فساد لاحقاً ما يزيد من عبء مكافحة منظومة الفساد.
الأمل كل الأمل بالقادم من الأيام بهمة العمل من صناعة وزراعة وإنتاج وفكر وإبداع، فالسنوات العشر التي مضت أوضحت لجميع السوريين أن الاعتماد الحقيقي الفعال والمجدي يكون على السوري نفسه، فهو من سيحرر كل بقعة من الأرض السورية الطاهرة من رجس الإرهاب ومشغّليه، وهو من سيبني وطنه، وهو من سيروي للأجيال القادمة قصة البناء التي انطلقت من الأمل بالعمل.
الكنز -مازن جلال خيربك