الإرادة كما وصفها السيد الرئيس بشار الأسد اليوم في خطاب القسم، بدت الحل الضروري للمرحلة القادمة في مواجهة كل الصعوبات والتحديات، وعليها يتوقف تحقيق كل العناوين والمحاور المأمولة، والتي عنونها السيد الرئيس اليوم بأنها مرحلة “زيادة الإنتاج” وبها سنتمكن من تجاوز كل درجات الإحباط والخضوع للواقع، ومن دونها لن يكون هناك خطوات ونتائج مأمولة.
بهذه الرؤية وبكثير من الوضوح والصراحة أكد سيادته في خطاب القسم بقوله “نحن قادرون” وعلينا تحويل الحصار إلى فرصة للتطوير بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية، وألا نكتفي بتخفيف الخسائر، وإنما نسعى إلى تحقيق الأرباح، وهذا طبعاً يحتاج إلى تلك الإرادة التي سماها الرئيس الأسد “عنوان وطني جماعي” على السوريين جميعاً أن يتفقوا عليه، وأن ينطلقوا منه لمواجهة أعباء المرحلة القادمة واستثمار صعوباتها وتحويلها إلى فرص إيجابية تصب في عملية زيادة الإنتاج وتطويره.
ولعل المثال الذي طرحه السيد الرئيس يشير بدلالات واضحة إلى عمق هذه الرؤية التي تنطلق من استثمار الموارد والإمكانات الذاتية بالإرادة الحقيقية الصادقة، حيث تحدث عن عدد المشاريع الإنتاجية الموضوعة بالخدمة حالياً في المدن الصناعية والتي تنوف على ألفي منشأة، لكن الرقم الأكثر أهمية الذي أشار إليه سيادته هو عدد المنشآت التي هي قيد الإنشاء التي تفوق الـ 3000 منشأة صناعية داخل المدن الصناعية فقط، وهو ما اعتبره السيد الرئيس أنه يجيب عن سؤال: هل هناك إمكانية للاستثمار في سورية، مبيناً أنه لو لم يكن هناك إمكانية لما رأينا هذه الأرقام، بمعنى آخر إن هذه الحقائق تؤكد توافر القدرات الذاتية التي يجب أن نبني عليها الحلول والمعالجات للمشكلات التي تواجه العمل، لا أن ننتظر، فلا بد من البحث عن الحلول منطلقين في ذلك من إرادة واعية بضرورة توظيف إمكاناتنا الذاتية المتوافرة والتفكير بطرق تحول الأزمات إلى فرص حقيقية وتدفع باتجاه الخروج من المشكلات ليس بأقل الخسائر وإنما بمزيد من الأرباح والنتائج الطيبة الإيجابية.
هو جانب مما تناوله الرئيس الأسد في خطاب القسم اليوم، والذي تحدث فيه بصراحة كاملة وشفافية وضعت الأمور بنصابها وحددت نقاط الارتكاز للمرحلة القادمة بعد أن أشار إلى حيثيات المرحلة السابقة وضرورة أن يقرأ المرء الماضي ويتلمس تفاصيله ومعطياته لكي يفهم مجريات الأحداث ويتمكن من الانطلاق نحو المستقبل بقوة وبأخطاء أقل.
على الملأ -محمود ديبو