اليوم.. ليس يوماً عادياً للسوريين، وأداء السيد الرئيس بشار الأسد للقسم الدستوري، ليس حدثاً عابراً يجري في معظم دول العالم، هو بالنسبة للسوريين رسالة نصر جديدة يعلنها قائد هذا الوطن، تأخذ أهميتها البالغة من الظروف الدقيقة والحساسة التي تمر فيها سورية بهذه المرحلة، وهي لبنة أساسية في مكونات النصر الشامل على مشاريع ومخططات أقطاب منظومة الإرهاب والعدوان، وخطاب القسم يؤسس بعناوينه العريضة لمرحلة جديدة من البناء والعمل، تفتح الطريق أمام المستقبل الواعد الذي يعمل لأجله السوريون، وقدموا في سبيله التضحيات الجسام.
تشخيص الواقع بدقة متناهية، والشفافية في طرح القضايا، والعمق في التحليل، هو ما عودنا عليه الرئيس الأسد عند كل خطاب يحدد فيه سمات ومحددات كل مرحلة قادمة، لاسيما خلال مراحل الحرب الإرهابية المتواصلة منذ عشر سنوات، حيث تضيق الخيارات أمام الحكومة، وتصبح الأولويات واجباً إلزامياً، فيشكل الخطاب عندها خارطة طريق ترسم معالم المستقبل، وهذا من صفات القائد الوطني الفذ، الذي يتمتع بالفكر النير، وسعة الأفق، والإرادة القوية، والعزيمة الصلبة، ما يجعله الأقدر على اتخاذ القرارات الصعبة في الظروف الاستثنائية الصعبة، ولأجل كل ذلك، جدد السوريون ثقتهم برئيسهم المقاوم، القادر على حماية سيادة بلدهم، واستقلال قراره الوطني الحر، وإعادة الأمان والاستقرار إلى ربوعه كاملاً.
خطاب القسم، لا شك أنه تضمن رسائل مهمة، للخارج قبل الداخل، فيكفي أنه تتويج لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بموعده الدستوري، وهذا إثبات جديد بأن لا قوة في العالم تستطيع مصادرة قرار السوريين وخيارهم الوطني، ولاحظنا الهجمة الغربية الشرسة، قبل، وأثناء، وبعد إنجاز عملية الانتخابات، وكان هدفها تشويه هذه الخطوة الوطنية ومحاولة تعطيلها، لإحداث فراغ رئاسي يتسلل من خلاله الغرب الاستعماري لفرض الوصاية على سورية، واستكمال مخططه العدواني الرامي لإضعافها وتفتيتها، ولكن النتيجة كانت سقوط مراهنات الأعداء، والرئيس الأسد، إنما يعلن من خلال الخطاب انتصار السوريين بمعركتهم السياسية، كما انتصر جيشهم البطل في الميدان، وأن سياسة الضغوط الغربية، والحصار الخانق، وممارسة الإرهاب النفسي بحقهم، لن تزيدهم إلا قوة ومنعة في مواجهة التحديات القادمة.
السوريون يقفون اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، يستكملون خلالها مسيرة انتصاراتهم على الإرهاب وداعميه، فهم اختاروا رئيسهم المتمسك بنهجهم المقاوم، القادر على حماية بلدهم، ووحدتهم الوطنية، سيستمرون بالوقوف إلى جانبه، وينظرون إلى المستقبل من خلال مواقفه الثابتة، وصوابية رؤيته الثاقبة، وخطاب القسم بكل عناوينه ومحدداته، هو نقطة الانطلاق نحو هذا المستقبل بمزيد من التصميم والثقة والعمل، وبهمتهم العالية سيعيدون بناء بلدهم، ويواكبون انتصارات جيشهم الباسل لتطهير كل شبر أرض ما زال تحت سيطرة الإرهابيين وداعميهم، فمن رحم صمودهم وتضحياتهم سيبزغ الفجر الجديد.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر