في عنوان الإرادة

 افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:

الكَرامة ولا أقوى، العزّة ولا أدنى، الثقة ولا أقل، الإرادة ولا أصلب، النصر ولا أبهى، هي حزمة انطباعات لا بُدّ أن تكون قد تَشكلت لدى كل من تابع خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد، بالإِصغاء الواعي أو بالقراءة المُتأنية، للمُفردات والمَعاني، للثُنائيات القيمية، لبَلاغة التعبير، ولدقة العناوين فيه، فضلاً عن منهجية الخطاب وعمرانه المَبني على سعة المعرفة بأدق التفاصيل، وعلى امتلاك الرؤية الثاقبة الواضحة والإستراتيجية المُؤسسة على التحليل والتركيب والبناء المَوضوعي والشّفاف.

في مُحاكاة مُتقنة للغايات الوطنية النبيلة، تَعددت العناوين التي نُسجت العلاقة بينها بعناية فائقة، للسياسة فيها نَصيب كما للاقتصاد، بينما كانت الحصة الأكبر لعَناوين الثقافة، الفكر، الوعي، الهوية، الانتماء، العروبة، والفعل الحضاري، فكان الخطاب الشامل الكامل، الوثيقة الوطنية التي تَرسم للغد مَساراته، والتي تُحدد للمُستقبل بَواباته ومَناراته.

لم يَكن طرح العناوين مُروراً عليها، بل تَمحيصٌ في أدق تفاصيلها وقَبضٌ وإِمساكٌ لمَكامن الخلل فيها، وتَحديدٌ عِلميٌّ عَمليٌّ للخطوات المَطلوب قَطعها على طريق المُعالجة والتّصويب والتَّثمير وصولاً لحَصاد النتائج التي نَتطلع لها ونَحتاجها، ونحن قادرون على بلوغها بقدراتنا الذاتية وبإمكانياتنا التي نَمتلك الكثير من عناصرها، والتي مَكنتنا من الصمود والتصدي رغم شراسة ما تَعرضنا له خلال سنوات الحرب والحصار.

الإرادة، الوَصفة التي بها يَتحقق المَطلوب من أهداف وطنية وغايات أصيلة، وامتلاك الإرادة هو الشرط الواجب والكافي لتَحصيل ومُلامسة الثَّراء في النتائج التي من شأنها أن تُغيّر الواقع للأفضل، وتَنقلنا إلى مُستويات الأمل والطموح ولا تَكتفي بجعل الواقع الحالي جُزءاً من الماضي الذي نَطويه ونَطوي معه صفحة المُعاناة والإحباط.

يَقول الرئيس الأسد في هذا العنوان: “عنوان الإرادة لا يمكن أن نَعد به أحداً، يَجب أن نَتفق عليه جميعاً، عنوان الإرادة هو عنوان وطني، وعنوان جَماعي”.

لدى شعبنا وجيشنا وقيادتنا تَوافرت إرادة صد العدوان ومُواجهة الإرهاب ودَحره، فَتَحققت رزمة الأهداف الوطنية المُتصلة بالتصدي للإرهاب والعدوان، بَدءاً من الحفاظ على الوحدة الوطنية، مُروراً بوَأد الفتنة وتَحطيم مشاريعها، وصولاً لتحرير مناطقنا وإعادة إعمارها، وليس انتهاء بفرض إرادتنا السياسية على قوى البَغي والعدوان وإجبارها على التراجع والانكفاء، بل إرغامها على تَجرع مَرارة لَملَمة أشلاء مُخططاتها في الهيمنة والنهب.

بالإرادة تُصنع المُستحيلات، ونحن هنا لا نَتحدث عن صناعة المُستحيل، بل عن المُمكن والمُتاح صناعته بمَهارة وقوّة، بالاعتماد على الإمكانيات والقدرات الذاتية، وبمُحاولة تَطوير القوانين والتشريعات التي تتطور معها بالضرورة الإجراءات الإدارية، فتكون مُشرعة الأبواب بهذه الحالة أمام الرؤية والمُبادرة، وأمام العمل الجماعي المُؤسساتي الذي يُخفف العوائق ويُزيلها وبالوقت عينه، يُكافح الفساد والتّجاوزات، فيَزداد الإنتاج وتَتَضاعف الأرقام، وتتحرك المُؤشرات الاقتصادية ليس نَحو التعافي فقط، بل نَحو تَحقيق قفزات نَوعية يُبنى عليها، ذلك أنّ من امتلكَ إرادة الاستمرار بالإنتاج وقت الحرب والحصار، بالإرادة ذاتها قادرٌ على خَلق بيئة تُحفز على العمل وزيادة الإنتاج، وتُشجع على الاستثمارات والتوسع في مَيادينها المختلفة المتعددة، وغَنيٌّ عن القول: إنه من دون امتلاك هذه الإرادة فإنّ شيئاً من النتائج المَأمولة لن يَتحقق.

قادرون على بناء اقتصادنا وتَطويره، وقادرون على تَزخيم دورة العمل والإنتاج بالإرادة والتصميم، وبامتلاك الدوافع الوطنية السياسية الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها أن تُقوي العزائم وتَشحذها، وما من خيارات أمامنا إلا أن نَستجيب للدعوة المُلحة لنا بالإعداد للمُستقبل، وللتّأهب والاستعداد لفعل تَستحقه سورية وأجيالها، وقد ثبتَ بالدليل القاطع أنّها الوطن الصانع للمَجد دائماً وأبداً.

 

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع