الثورة أون لاين – إخلاص علي:
لأن الانتماء للوطن هو حالة حسية إيجابية يشعر من خلالها المرء بانسجامه مع وطنه، تجلى انتماء المواطن السوري لوطنه بأبهى صوره خلال الحرب العدوانية الظالمة التي شنها عليه عدد من الدول المتآمرة، وترجم هذا الانتماء بالعديد من الأفعال التي قام بها من خلال خوضه ملاحم بطولية ضد الإرهاب.
هذا الانتماء للوطن والمجتمع أكد أهميته السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته الأخيرة بعد القسم الدستوري عندما قال: إن الشعب حمى وطنه بدمه وحمله أمانة في القلب والروح، فكان على قدر مسؤوليته التاريخية حين صان الأمانة وحفظ العهد وجسد الانتماء في أسمى معانيه، والوحدة الوطنية في أبهى صورها.
فالانتماء للوطن يكون بالفطرة، يعمل على تعزيز قيمتها كل مواطن شريف يستشعر الأخطار المحدقة، ويدعو إليها الجميع الكبار والصغار من هؤلاء،
وحماية الوطن تكون بتعزيز الصمود من الداخل، وهو نتيجة القناعة الكاملة بأن إعلاء شأنه غاية تسمو فوق كل الغايات وهدف لا يوازيه هدف.
ومن الثابت أن المرء لا يستطيع أن يشبع حاجته للانتماء إلا من خلال جماعة يعتنق معاييرها ومبادئها وقيمها، ويشكل ضمنها ركناً أساسياً، هذه الجماعة تتفاعل مع بعضها لإشباع حاجاتها، وتلبية نداء الواجب تجاه الوطن وتحميه، ليستمد الطرفان القوة من بعضهما ويكمل كل منهما الآخر.
فكلما ارتفعت مؤشرات الانتماء كان أفراد المجتمع أكثر تماسكاً وقدرة على مواجهة التحديات والتزاماً بالقوانين والقواعد السلوكية،
وكلما كان حب الوطن واجباً على كل فرد، كلما شعر هذا الكل بالمسؤولية، وبالتالي فهذا الواجب ينبغي أن يدفعنا إلى أن نعزز حالة الانتماء ونتكاتف ونتعاون لبناء وطننا بالوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات.
ولهذا أيضاً أكد سيادته أن رهان أعداء سورية في المرحلة الأولى من الحرب كان على خوف الناس من الإرهاب و”تحويل المواطن السوري إلى مرتزق يبيع وطنه”، غير أن هذا الشعب أفشل هذه المخططات و”أثبت مرة أخرى وحدة معركة الوطن، وأثبت أن ذلك أولوية غير خاضعة للنقاش أو المساومة.