الثورة أون لاين – ريم صالح:
تزامناً مع انعقاد أعمال الاجتماع المشترك السوري الروسي لمتابعة مخرجات المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين الذين اضطرتهم جرائم الإرهابيين لمغادرة البلاد، لابد لنا من أن نؤكد الحال الصعبة التي وصلت إليها منظومة العدوان على سورية، لاسيما فيما يتعلق بالمتاجرة والمقامرة بملف المهجرين السوريين.
فتلك المنظومة لا تزال حتى اللحظة تقامر بحياة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب، وبأمانهم، واستقرارهم، وتستخدمهم كورقة ابتزاز لا أكثر، ولا أقل، لتزايد بهم على طاولة البازارات الدولية، أو ربما تستثمر بهم على خشبة الاستعراض الأممية، وتحقق من خلالهم وعبرهم ما عجزت عن تحقيقه في الميدان السوري بإرهابييها المفخخين، والمزنرين بالأحقاد، والسواطير، والقاذقات، وأيضاً ما فشلت بتحقيقه عبر غرفها الظلامية، وبجنرالات حربها المجندين، والمعدين سلفاً لتدريب قتلة السوريين، وإمدادهم بخرائط التحرك، والتمدد، والانتشار، وحتى الانسحاب إن اقتضت الضرورة.
كل ما تقوم به إدارة الإرهاب الأمريكي، وكل ما يتم من مؤتمرات، ولعل آخرها ما يسمى “مؤتمر بروكسل للمانحين” هو خير شاهد وبرهان على قولنا هذا.
فأمريكا لم تأل وسيلة مهما كانت دونية، وقذرة، إلا واستخدمتها، لإبقاء معاناة السوريين على ما هي عليه، والمؤكد لنا جميعاً أن النظام الأمريكي المارق لا يريد للسوريين الذين هجرهم غيلان التطرف والتكفير المأجور من وطنهم، أن يعودوا إلى بلدهم من جديد، كيف لا وهذا النظام أي الأمريكي يريد فرض واقع ديمغرافي جديد، يتيح لأمريكا، ولقوات احتلالها، ولقواعدها غير الشرعية، سرقة القمح، والنفط، والغاز، وحتى الآثار السورية، كيفما شاءت، ومتى أرادت.
ولكن كل هذه العراقيل، والمفخخات الأمريكية، والغربية، وحتى التركية، والحصار الظالم، والعقوبات الاقتصادية الجائرة اللا إنسانية، وكل هذا الإرهاب المنظم والممنهج، لم يدفع الدولة السورية إلا للمزيد من الإصرار، والتمسك بالثوابت الوطنية، واللاءات السيادية، كما أنها لم تزد حماة الديار إلا مزيداً من الاستبسال في أرض المعركة، حتى تطهير آخر ذرة تراب من رجس الإرهاب التكفيري، ومشغليه الحاقدين، كما أنها لم تدفع قائد الوطن إلا للمضي قدماً على دروب المقاومة والصمود، وبأشواط استباقية، وبخطوات إستراتيجية حشرت كل خائن، أو عميل في مكانه الطبيعي.
دمشق لم تبخل على أبنائها، بل بذلت كل ما بوسعها لتأمين عودة اللاجئين والمهجرين قسراً إلى وطنهم، وبالتالي عاد حوالي 5 ملايين مهجر، وكان آخرهم عودة أهالي الزارة في محافظة حماة، كما تم إصلاح 987 مؤسسة تعليمية و255 مؤسسة طبية و4966 مبنى سكنياً وأكثر من 14.4 ألف مؤسسة صناعية فضلاً عن الجسور والطرق السريعة وخطوط الكهرباء، وتشغيل مئات منشآت المياه والمخابز، وذلك كله من أجل أبناء سورية العائدين إلى وطنهم.
لم يعد هناك مجال للأمريكي، ومن معه، للاختباء خلف الإصبع، فحقيقتهم أبشع من أن تخفيها كل مرممات السياسية، ومساحيق التجميل الدبلوماسية، واللاجئين والمهجرين السوريين بفعل الإرهاب ، كانوا ولا زالوا في منظور المحتل الأمريكي وعرفه أداة لمساومة الدولة السورية ومحاولة لي ذراعها فقط لا غير، وكل أكاذيب الأمريكي وافتراءاته عن مساعدات ومنح تقدم لهم أي للاجئين في مخيمات اللجوء، يفندها السوريون في تلك المخيمات قبل غيرهم، فهذه المساعدات هي فقط للإرهابيين، وعائلاتهم، فيما المنح لمن يوغل من أولئك الإرهابيين أكثر في تنفيذ أجندات الأمريكي الدموية، ويطبقها دون زيادة أو نقصان.
ولكن لا المؤامرات، ولا ملايين الدولارات، ولا الحصار الخانق، ولا العقوبات الغربية الباطلة، ولا الإرهاب المنظم، ولا إرهابيو الإجرام والانتحار، بمقدورهم أن يمنعوا السوريين من العودة لوطنهم، وكل مغريات التوطين لن تجدي نفعاً، فالسوريون اللاجئون عائدون.