بثقة المنتصر حدد السيد الرئيس بشار الأسد خلال مراسم أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة توجهات سورية للمرحلة المقبلة ورسم معالم المستقبل, حيث كان الخطاب شاملاً ومفصلاً و تناول فيه الكثير من الملفات والقضايا، وأكد من خلاله على الثّوابت الوطنية ووزع فيه رسائل إلى الخارج والداخل بأنه لا تنازلات ولا حلول من الخارج مع تّأكيده الدائم على روح التسامح والعفو والمصالحات، وفتح الأبواب أمام السوريين الذين جرى التّغرير بهم، وتَوظيفهم ضد بلدهم للعودة، وقدم في الخطاب إحصائيات وأمثلة دقيقة ، ليوصل رسالة مفادها أنّ الحلول تأتي من الداخل، وأن السوريين الذين حرَروا الأرض وقدَموا الشهداء قادرون على النهوض والعمل والإنتاج.
الهم المعيشي والاقتصادي والإنساني للمواطن السوري بدا واضحاً في خطاب القسم وهو في صلب اهتمامات وأولويات الرئيس الأسد الذي طرح عناوين مهمة تعنى بالاقتصاد وكيفية النهوض به وتحسين مستوى معيشة المواطنين وتقديم الحلول الناجعة لتجاوز التحديات وبناء المستقبل بالإرادة والعزيمة والتصميم لإعادة الإعمار على جميع المستويات للوصول إلى سورية المتجدّدة من خلال تبني سياسات اقتصادية صناعيّة زراعية وتجارية متكاملة تلامس الواقع وفتح باب الاستثمار والتركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة والطاقات البديلية والمتجددة ,وتحديث القوانين والتشريعات وفي مقدمتها الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد وتجفيف منابع التطرف والإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار لسورية.
الثقة بالمستقبل وبقدرة السوريين على التحدي وكسب الرهانات الصعبة كانت واضحة في الخطاب وأن الاعتماد على الذات هو مفتاح الخروج من تبعات الحرب والحصار الذي فرضتها دول العدوان على سورية وهذا ما أكد عليه الرئيس الأسد بقوله: الحصار هو الفرصة الأكبر للتطوير بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية وعلينا ألا نكتفي بتخفيف الخسائر بل علينا تحقيق الأرباح وهذا ممكن ونحن قادرون فلا توجد مشكلة دون حل، لكن علينا أن نبحث عنه، ولا توجد مشكلة بلا نهاية إلا إذا بقينا ننتظر أن تأتي هذه النهاية من تلقاء نفسها، لكن الحلول لن تكون سهلة، والحلول لن تكون من دون ثمن لكن الثمن الذي ندفعه اليوم سنحصد مقابله لاحقاً، والشعب الذي خاض حرباَ ضروساً واسترد معظم أراضيه وفرض دستوره في الشارع وصناديق الاقتراع رغماً عن أنف أقوى الدول وأكبر الدول وأغنى الدول بكل تأكيد قادر على بناء اقتصاده وعلى تطوير ذاته بأصعب الظروف وبالإرادة والتصميم نفسهما.
أروقة محلية -بسام زيود