توجه اليوم الأحد آلاف الطلاب لتقديم امتحان الدورة الثانية “التكميلية”، للشهادة الثانوية بفروعها كافة،إما مكملاً بثلاث مواد، وإما محسناً أيضاً بثلاث مواد، طبعاً التربية أعدت عدتها لهذه الدورة الامتحانية، مذكرة الطلاب ورؤساء المراكز والمراقبين بالتعليمات الامتحانية، ونشير هنا إلى أنها أي التربية قد اتخذت إجراءات مشددة في الدورة الأولى طالت رؤساء مراكز ومراقبين خالفوا التعليمات وكانوا غير مؤتمنين خلال ممارسة عملهم،إضافة لمعاقبة عدد ليس بالقليل من الطلاب الذين مارسوا الغش.
ونحن نتحدث عن الإجراءات التي اتخذتها التربية،بل لنقل العقوبات التي اتخذتها حيال الحفاظ على سمعة الشهادة السورية، تندرج تحت مسمى إنهاء كل حالات الغش التي مورست من قبل بعض ضعاف النفوس إن من الطلاب ،أم من بعض العاملين في القطاع التربوي ممن انعدم لديهم الحس بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية والوظيفية، ولا نخفي سراً هنا إذا ما قلنا إن أغلبية حالات الغش التي ضبط خلال الدورة الأولى كانت نتائجها إما رسوب الطالب، وإما حرمانه لأكثر من دورة امتحانية.
طبعا نحن لا نقول من فراغ فما حدث من تجاوزات خلال الدورة الأولى في بعض المحافظات، دفع لاتخاذ تلك الإجراءات المشددة بحق كل من ساهم في الإساءة للشهادة السورية، من هذه الإجراءات إعفاء العديد من مسؤولي التربية في محافظات حماة ودير الزور واللاذقية ودرعا على سبيل المثال، بناء على تقارير قدمها مندوبو الوزارة، ونعتقد أن تلك الإجراءات ستنسحب على كل من يخالف في هذه الدورة، بمعنى أن إجراءات الإعفاء وكف اليد والإحالة إلى القضاء ستطال كل مقصر في عمله مهما كان موقعه، كما أنها ستطول كل طالب يحاول الإساءة للعملية الامتحانية.
هذه الإجراءات التي نذكر بها مع بدء امتحان الدورة الثانية التي بدأت اليوم الأحد كما قلنا،وهي بالتالي تذكير لكل من تسول له نفسه المساعدة على الغش في الامتحانات إن من رؤساء المراكز الامتحانية،أو المراقبين،أو الطلاب،فكيف نثق بمدرس باع ضميره مقابل بعض المال، وكيف نثق بشهادة طالب يحصل على علامات عالية بممارسته الغش،إننا نقولها وبالفم الملآن مشكلة الغش في الامتحانات أساءت للعملية التعليمية برمتها، وأهمها حصول طلاب غير مؤهلين تأهيلاً لازماً للدخول في فروع جامعية تتطلب مهارات علمية عالية،فهي بلا مواربة ظاهرة مخجلة ومؤسفة،فكيف يمكن بناء جيل من قبل أناس لا يتقنون الأخلاق،ويحملون ثقافة ومعرفة ضعيفة، حيث أصبح كل من المجتهد والمهمل زميلين في مقعد الدراسة في الجامعة، وليت الأمر ينتهي في الجامعة،إلا أنها مشكلة ستستمر ربما يصبح المهمل نافذاً في الوقت الذي تضعف فيه فرصة المجتهد،من هنا تأتي أهمية إجراءات وزارة التربية في الحفاظ على مستوى الشهادة السورية،التي يحاول بعض ضعاف النفوس كما قلنا الإساءة إلى سمعتها، ولا نريد التذكير بما حصل خلال الدورة الأولى ونقطة من أول السطر.
حديث الناس -اسماعيل جرادات