الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
لعب النهج الأخواني المتطرف دوراً تخريبياً مدمراً عانت من أذيته العديد من دول المنطقة ولا تزال، وسورية هي إحدى الدول العربية التي عانت طويلاً من هذا التيار المتطرف الذي وظف الجريمة والاغتيال كأداة للنيل من خصومه.
لكن الطامة الكبرى أن يتبنى نظام سياسي حاكم في المنطقة النهج الأخواني المتطرف نظراً لتداعياته الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها، وهو ما يتمثل بنظام أردوغان التركي الذي ما فتئ يقوم بممارسات عنصرية وعدوانية بحق الأبرياء المدنيين في المناطق الآمنة في شمال سورية، وينتهج سياسة الحصار والتجويع والتعطيش، ويمنع عنهم أدنى سبل العيش من حرق مزروعاتهم ونهب ثرواتهم وسرقة وسائل إنتاجهم، إلى جانب تدخل النظام التركي بالوضع الداخلي لسورية من خلال دعم الإرهابيين بالسلاح وتوفير ملاذ آمن لعناصرهم الفارين من بواسل الجيش العربي السوري الذي دحرهم في الميدان.
لقد نصَّب أردوغان نفسه زعيماً للأخوان المتطرفين في المنطقة، وصار يدعم النهج الأخواني المتطرف في دولها، ويعطي لنفسه الحق في التدخل بالشؤون الداخلية للدول دون أي وجه حق، وهو ما حصل مع البلد الشقيق تونس مؤخراً.
لقد أراد النظام التركي من وراء دعم النهج الأخواني المتطرف تدمير الدول العربية، وتفتيت وحدتها الوطنية، وفرض أجنداته الشاذة وسياساته البائدة، وتحقيق أوهام استعمارية موروثة عن أجداده البائدين من سلاطين آل عثمان.
التدخل التركي في سورية وتونس وفي شؤون الدول الداخلية مدان بكل الأشكال والأحوال، وهو تدخل سافر يتعارض مع أحقية الشعوب في تقرير مصيرها لوحدها دون تدخل أو وصاية من أحد.
وقد أكدت سورية – عبر بيان خارجيتها – وقوفها إلى جانب البلد الشقيق تونس في وجه التدخل التركي الأخواني السافر، واحترامها الكامل للإجراءات التي قامت بها القيادة التونسية مؤخراً في إطار الدستور الذي صوّت عليه الشعب التونسي، ورأت في التدخل التركي انتهاكاً صارخاً لمواثيق الأمم المتحدة وحقوق الشعب التونسي، وتهديداً لوحدته الوطنية واستقراره.
وسورية إذ تدين بشدة التدخل التركي السافر في شؤون دولة تونس الشقيقة، هي على يقين بأن الدولة الشرعية في تونس والشعب التونسي قادران على الانطلاق إلى مستقبل يقرره التونسيون بأنفسهم دون أي تدخل من أي أنظمة مارقة إرهابية.
إن نظام أردوغان الإرهابي يشكل تهديداً صارخاً لأمن المنطقة واستقرارها، وهو امتداد لممارسات النهج الأخواني المتطرف الذي عانت منه المنطقة، بالنظر للدور الخطير الذي يلعبه في عموم المنطقة.
