القطارات من أول وسائط النقل الآلية التي دخلت سورية في أواخر القرن التاسع عشر، وفتحت عصراً جديداً لقطاع النقل.. وكان إنشاء السكك الحديدية في سورية عاملاً هاماً في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
إلا أن الهجمات الإرهابية خلال السنوات العشر الماضية طالت محاور السكك الحديدية في مختلف المناطق.. وعشرات المقاطع والجسور التي تم تفجيرها من قبل المجموعات الإرهابية المسلّحة، شكّل عقبة دون استخدامها، وكذلك الحصار الاقتصادي أحادي الجانب الجائر لما له من أثر على نقص المعدات الفنية..
عملت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية على إعادة تأهيل العديد من خطوط القطار، وتمت مواجهة صعوبات كبيرة وتجاوزها خلال صيانة المقاطع المدمرة وإنجاز العمل فيها.. وشهد العام الماضي بدء تسيير رحلات القطار بين عدد من المحافظات.
إن استئناف عمل بعض رحلات القطار بين بعض المناطق، يعتبر استمراراً وبداية جديدة لحركة النقل والتنقل بالقطارات، ويوفر الكثير من تكاليف النقل على الجهات الحكومية.. وأجرة التنقل بها تناسب خاصة الطلاب والموظفين، في ظل غلاء أجور النقل وغياب وسائل النقل الأخرى لأسباب مختلفة.. واستفادة أعداد كبيرة في كلّ رحلة.
عودة حركة القطارات للعمل بين المرافئ وربطها مع المحافظات سيكون له مردود كبير في تأمين احتياجات المواطنين وسرعة وصولها ونقلها بكميات كبيرة وتخفيض أجور وتكاليف النقل والتنقل، وبمقارنة السكك الحديدية مع الطرق والنقل الجوي يثبت بسهولة أن القطار هو أحد أكثر وسائل النقل أماناً ولكنه أيضاً أكثر من ذلك بكثير مستدام من أي وسيلة نقل أخرى.
محاور السكك العديدة في مختلف المناطق بحاجة إلى صيانة وتطوير واهتمام من الجهات المعنية، كما عربات محركات القطارات (القاطرات) وعربات النقل والشحن بمختلف أنواعها لاستئناف حركة القطارات في مختلف المناطق لما لها أهمية اقتصادية واجتماعية.. فكلما اتسعت شبكات النقل في الدولة وتعددت وسائلها ساعدت عوامل الإنتاج والمنتجات في خفض التكاليف وزيادة المنافسة.
أروقة محلية- عادل عبد الله