أخيراً وبعد طول انتظار اكتشفت وزارة الصناعة أهمية عودة معمل الجرارات للعمل في القطاع الزراعي، على اعتبارأن توفر الجرارات من أهم مستلزمات عملية الإنتاج الزراعي حالها كحال العديد من المواد الأولية المهمة للزراعة والمزارعين، لذلك ستسعى لإعادة تفعيل المعمل المتوقف.
لا أعتقد أن هناك أي مفاجئة أو صدمة من سعي الوزارة وتصريحات القائمين عليها لإعادة معمل الجرارات للعمل رغم الحاجة الماسة له في هذه الأوضاع التي تتطلب أعلى درجات المسؤولية والإحاطة بمتطلبات الواقع خاصة على صعيد التكامل والتنسيق الدائمين بين قطاعين يعدان من أعمدة الاقتصاد السوري لأن الوزارة نفسها كانت قد روجت وعملت خلال العامين السابقين على إطلاق العديد من الوعود ووردت ضمن خطتها، التي بقيت حبراً على ورق كالعادة من دون رقابة أو متابعة أو محاسبة من الجهات المعنية وأولها رئاسة مجلس الوزراء التي طرحت في اجتماعاتها تلك البرامج والخطط التي وصفت وقتها بالمهمة والآنية، ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر العمل على تجاوز مشكلات وصعوبات معمل البطاريات بحلب كي ينتج بأعلى طاقته ويرفد السوق باحتياجاته أو وعودها المزارعين في الموسم السابق لتأمين بذار زراعة الشوندر، فحضر الفلاحون أراضيهم وانتظروا على لا شيء وبالتالي بقي معمل السكر معطلاً وحالة العجز استمرت بتأمين مواد أولية خاصة الحليب من المربين لتجاوز الحلقات الوسيطة لتحقيق انطلاقة قوية لمعمل ألبان دمشق ومعمل كونسروة دمشق بما يضمن عودة اسم منتجاتهم ماركة الغوطة لألقها وسمعتها سواء في السوق المحلي أو الخارجي.
حال الصناعة والزراعة وضعف التكامل وتقاذف المسؤوليات بينهما يبدو أنه أصبح شماعة جديدة تضاف للشماعات التي يعلق عليها بعض المسؤولين تقصيرهم وعجزهم عن تنفيذ برامج وزاراتهم وتوجهات القيادة، يضاف لذلك تلك التصريحات المتناقضة والبعيدة عن الواقع التي تحمل جهة جهة أخرى مرتبطة بعملها مسؤولية تفاقم أزمة بهذا القطاع أو ذاك، والمثال الصارخ والحاضر هنا بقوة وزارتا الكهرباء والنفط، فالأولى بعد آخر تصريحات ادعت أن توقف محطة تشرين والدير علي عن العمل مرده عطل لتعود وتدعي أيضاً أن نقص الغاز هو السبب ليأتيها الرد عادة من النفط بالنفي خاصة أيضاً مع حال التناقض التي تعيشها هذه الوزارة التي تعلن عن وضع آبار غاز جديدة بالخدمة والبلد يواجه أزمة كبيرة بالغاز.
آخر ما ينتظره المواطن التي يواجه صعوبات معيشية وحياتية قاسية وصعبة وغير مسبوقة هذا الكلام غير المسؤول.
الكنز – هناء ديب