يشبه الدوري الكروي الامتحان في كثير من جوانبه، ولعل أهمها، الفارق بين التلميذ المجتهد والتلميذ الكسول، فالقليل من الفرق في دورينا المحلي، تعد نفسها من أجل منافسات قوية تنال بها رضا الجمهور وتثير حماسته، وتحفزه للمتابعة بشغف.
بضعة أيام فقط على انطلاق الدوري، وكثير من أنديتنا فضلوا البقاء في صفوف الطلاب الكسالى الذين يدرسون في الوقت الضائع، وخلت معسكراتهم الإعدادية من لاعبين جدد انضموا عن طريق التعاقد، وثمة أندية في دورينا لا زالت في الدوامة ولم تنه تعاقداتها، وبرز من الأندية المجتهدة في مجال الإعداد والتعاقد، الفتوة والوحدة وتشرين، الذين عززوا صفوفهم بخطوط قوية في الدفاع والوسط والهجوم.
قصة الوقت الضائع ليست بنت يومها، وهي قديمة قدم دورينا، وصحيح أن كل الدوريات في العالم لا في المنطقة تشهد هذه الظاهرة، لكن يبقى دورينا بطل هذه الظاهرة وصاحب الرقم القياسي فيها!!.
والسؤال، من يتحمل المسؤولية عن حل إشكالية الوقت الضائع والدراسة المسلوقة قبل الامتحان بساعات؟ نعتقد أن الأصابع تتجه نحو إدارات الأندية، فهي المسؤولة عن إنجاز التعاقدات، والتي يفترض أنها تدرك الفرق الشاسع بين الإعداد المتقن والمسبق، والتأخر في الإعداد الذي يكلف الأندية غالياً، فالتأخر يطال الميزانية حين تحاول الإدارة في وقتها الضائع إنجاز التعاقد بأي ثمن.
الفتوة والوحدة وتشرين تلقوا دروساً خصوصية هذا العام، وربما يظهر أثر هذه الدروس في الملاعب، ولا بد من أن يتفوق التلميذ المجتهد على الكسول، وتتم الإشارة بوضوح إلى الإدارات الكسولة التي تقضي الوقت تتخبط في تعاقداتها حتى يأتي الوقت الضائع، ويكلف النادي ثمناً باهظاً، فالمال يهدر، والفريق لم يصل لاعبوه في تدريباتهم إلى مستوى الانسجام المطلوب، ولم يتم الامتحان الفردي للمهارات قبل الامتحان الجماعي الحقيقي في مدرسة المستطيل الأخضر.
مابين السطور – سومر حنيش