تعبث إسرائيل في أوراق الرئيس الأميركي جو بايدن.. يمد الكيان يده في محاولة لتمزيق أوراق المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران.. ويشد رئيس الكيان الصهيوني سيد البيت الأبيض من ذقنه السياسية لمنعه من الالتفات إلى خارج الشرق الأوسط وتحويل أنظاره عن أجندته التي كرر فيها بايدن كثيراً أن الأولوية فيها للصين، في إشارة لكثرة القيود التي تحيط بخطوته هذه داخل واشنطن وفي الرأس المدبر داخل إسرائيل خاصة هذه الأيام..
ليس التحرش الإسرائيلي بجنوب لبنان واستهدافه السياسي والعسكري للمقاومة اللبنانية ومحور المقاومة بشكل عام غريباً عن سلوك إسرائيل حتى لو تبدل رأسها وذهب نتنياهو وجاء بينت.. فالاتفاقات النووية والطرق الدبلوماسية بين أميركا وإيران تضر بالوجود الإسرائيلي القائم أساساً على الفوضى والتفتيت والدماء في المنطقة لذلك تستجر تل أبيب البيت الأبيض إلى قمة التصعيد في المنطقة في توقيت الطاولة النووية السياسية في محاولة لقلبها..
إسرائيل لن تقبل باتفاق نووي دون أن تنشئ محوراً للشر يضاف إلى محاورها في المنطقة والدليل ما يجري من ترتيبات برعايتها بين واشنطن وبعض دول المنطقة والعين الإسرائيلية تحدق كثيراً بالأردن.. فالتعويذة الإسرائيلية المزمنة تقول بأن أميركا لن تشرب في الشرق الأوسط إلا من كف تل أبيب، ولكن.. ماذا إذا ارتج هذا الكف وبات أوهن من يرتفع أصلاً.. تأتي البشائر بضعف إسرائيل في الجنوب اللبناني ومن خشيتها من عودة الاستقرار وإنجاز الانتصار في سورية.. الرعب الحقيقي للكيان اليوم هو توقيع اتفاق نووي مع إيران.. لذلك قد نرى بايدن في إسرائيل.. أو قد يصرخ بينت في وجه واشنطن كطفل يجردونه من لعبة قذرة.. ويقفز حتى يشعل الأجواء بالتصعيد والاحتقان..
البقعة الساخنة -عزة شتيوي