الملحق الثقافي:بديع صقور:
هل يروق الآلهة، أن أبقى دوماً لعبة “بأيدي الرياح العاصفة؟!.. لن أبكي بما فيه الكفاية”..
“أنتيبياتروس” شاعر سوري ولد عام 150 ق.م
موتى وغائبون
نحنُ ملحُ الأرض
لنا التوابيتُ والقبور
ولهم الزهورُ والقمح… لماذا؟..
***
وأسأل روح الشجر العالي:
متى يذوبُ الزمهرير؟! وينحسرُ عن ساحاتِ أرواحنا؟
وإلى متى ستظلّ أغصان قاماتنا محنيّة كالعرجونِ القديم؟
***
المداراتُ مفتوحةٌ على سهولِ الموت
الحياةُ غريبة…
الغربةُ في الروح
والدمُ ما زالَ يبلّلُ التراب
الدنيا ظلامٌ دامس…
من جلبَ لنا هذا الظلام؟..
***
ورودُ الصّبا يداهمُها الصقيع
غضّةٌ… تكسّرت أرواحنا…
وعلا وجه السفوحِ شحوبٌ وذيول
ذوى الزعترُ والطيون، والزوفا…
هو ذا اليباس ينسلُّ بين شرايينِ الشّجر
هي ذي الضحكات تبتعد خلفَ الجبال
هم الطيبونَ قناديل مطفأة
ساعةَ ودّعتهم…
لحظة اقتربت من روحِ الحمام
نامَ الهديل…
وكنت أشتاقهُ على ضفَّةِ صدري
قبل أن ينام…
تركتهم، والسيفُ ما يزال
مسلّطاً على عنقِ القطا، والربيع…
“طار الحمام”، وأنا!…
وما من شاهدٍ على مذبحةِ الطيور
سيبقى.. سواكِ يا جبال.
التاريخ: الثلاثاء10-8-2021
رقم العدد :1058