يستمر الآلاف من طلاب وطالبات الجامعات في تقديم امتحانات الفصل الدراسي الثاني، في ظروف مناخية ليست مريحة، ويزيد في سوئها انعدام الكهرباء، وأقول انعدام لان ساعة وصل مقابل خمس ساعات قطع، لايتوفر في البيوت لا مياه شرب باردة، ولا تبريد بالمراوح أو بالمكيفات، ولا إنارة للدراسة، مما يجعل الدراسة من أصعب المهام، وكأن الطلاب والطالبات يعيشون امتحانين او امتحاناً مضاعفاً، وهما الدراسة والنجاح من جهة، وتحمل هذه الظروف الصعبة من جهة أخرى، لأن الصعوبات لاتقف عند عدم توفر الكهرباء وإنما أيضآ عدم توفر وسائل المواصلات، حيث يخرج الطلاب قبل موعد امتحانهم بثلاث ساعات وأربع ساعات خوفاً من عدم وصولهم إلى قاعات الامتحان، هذا في داخل مدينة مثل دمشق، أما في الأرياف فالحال أصعب بكثير، وقد لا يذهب الطالب للامتحان رغم تحضيره له لعدم توفر وسيلة المواصلات.
لايستطيع الأهل تقديم حلول لأبنائهم، لأن دخولهم لا تكاد تكفي لسد الرمق، وليس لتأمين وجبات صحية تضم جميع العناصر الغذائية، لأن الغلاء منع عنهم أكثر الوجبات توفراً فيما مضى وهو الألبان.
تشبه حياة الأهل، حياة الأبناء، الجميع يعيش امتحان البقاء ومواجهة هذه الظروف النادرة في صعوبتها، قد لاينجح الجميع في هذا الامتحان وخاصة الأبناء، والرغبة في البحث عن فرص مختلفة،داخل او خارج الحدود ، هي رغبة في الحصول على حياة فيها أبسط مقومات حياة يفتقدونها هنا.
تنتهي الحرب ولاتنتهي امتحاناتها، وأبناؤنا يعيشون اليوم امتحانات متعددة، علينا العمل بكثافة لمساعدتهم لتجاوزها.
عين المجتمع – لينا ديوب