محور المقاومة يفرض المعادلات.. والغرب يغرق بحساباته الخاطئة

سياسة التحالفات الاستعمارية، هي الرهان الأبرز الذي تعول عليه الولايات المتحدة للحد من تآكل هيبتها كقوة عظمى، هي تسعى لوضع قواعد اشتباك جديدة على أمل ردم هوة الفشل والعجز التي باتت تلازم سياساتها المدمرة للعلاقات الدولية، وإدارة بايدن نجحت في إعادة استقطاب معسكر واشنطن التقليدي مجدداً ليبقى عصا ترهيب وتهديد يخدم سياسة المساومة والابتزاز التي تمارسها على المسرح الدولي، بعدما تعرض هذا المعسكر بعهد ترامب لتصدعات جسيمة قبل أن تعيد هذه الإدارة ترميمها بقليل من الإغراءات السياسية لمتزعميه الغربيين.

حالة الاشتباك السياسي والأمني الحاصلة في المنطقة، تشير إلى أن ثمة ترتيبات حضرت لها الولايات المتحدة مع شركائها لرفع سقوف التهديد ضد محور المقاومة، بعدما بات هذا المحور مستعصياً على المخططات الاستعمارية الغربية، فأميركا وبريطانيا وكندا ومجموعة السبع والكيان الصهيوني، وجهوا اتهامات باطلة لإيران على خلفية الهجوم المدبر على سفينة “ميرسر ستريت” قبالة سواحل عمان من دون تقديم دليل واحد يثبت صحة مزاعمهم، ودول الاتحاد الأوروبي إلى جانب الحكومة البريطانية، شنوا حملة افتراءات منظمة بحق سورية بخصوص الأوضاع في درعا، والكيان الصهيوني بالتنسيق مع واشنطن شن عدواناً موصوفاً على الأراضي اللبنانية لتغيير قواعد الاشتباك مع المقاومة الوطنية اللبنانية، وهذا إن دل على شيء، فإنه يعكس واقع العجز الأميركي والغربي عن إخضاع المحور المقاوم، بما يؤمن الحماية الكاملة للكيان الصهيوني، ويشرعن احتلاله لفلسطين، ويجعله صاحب الكلمة العليا في المنطقة.

بالنظر إلى ارتدادات هذا التصعيد الغربي، نلاحظ أن إدارة بايدن باتت تقف على مفترق طرق من الخيارات الفاشلة، تعيد التذكير بفشل سياسات إدارة ترامب السابقة، هي أرادت من وراء التحشيد ضد إيران وتصويرها كطرف يزعزع استقرار المنطقة، رفع شروط التفاوض في جولة فيينا القادمة، ليس أقلها إدراج علاقات طهران وتحالفاتها في المنطقة، وزج ملفها الصاروخي ضمن بنود الاتفاق النووي، ولكن الرد الإيراني بالتمسك ببنود الاتفاق، ورفع العقوبات، قطع الطريق على مراهنات البيت الأبيض، فيما جاء الرد السوري على حملة النفاق الأوروبية والبريطانية بالتأكيد مجددا على مواصلة مكافحة الإرهاب، وتحرير الأراضي، وبسط سلطة الدولة وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع البلاد، ليبدد أوهام رعاة الإرهاب الغربيين برفع الضغط عن مرتزقتهم وأدواتهم، لتأتي الصفعة الأكبر وتلطم وجه الإرهابي بينت، الذي فشل بكسر معادلة الردع التي تفرضها المقاومة الوطنية اللبنانية، فاستنجد بوزير الحرب الأميركي ليعينه على الخروج من دائرة الحماقة التي ارتكبها، قبل أن تزلزل تبعات عدوانه أركان حكومته الهشة.

مشكلة أميركا أنها ما زالت ترفض التعايش مع حقيقة المتغيرات الحاصلة في موازين القوى العالمية، وهذا يولد ارتباكاً واضحاً في تعاطي إدارة بايدن مع العديد من الملفات على الساحة الدولية، هي تبذل جهداً مضاعفاً لاحتواء تلك المتغيرات، فتدفع بسلوكها المتغطرس العالم للانزلاق نحو حروب جديدة تمكنها من تثبيت هيمنتها الدولية، ولكن النتائج تأتي مخالفة لحساباتها وتقديراتها الخاطئة، هي فرضت زعامتها على الدول المرتهنة لسياساتها فقط، فيما الدول صاحبة السيادة، هي من تفرض معادلاتها، وتعبد الطريق نحو نظام عالمي جديد، تسوده العدالة والحرية والمساواة بين الدول.

 

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

 

ا

آخر الأخبار
بدعم أردني – أميركي.. الخارجية تعلن خريطة طريق شاملة لإعادة الاستقرار إلى السويداء  "نحو إنتاج زراعي اقتصادي".. في ورشة عمل بحمص  زيارة ميدانية ودعم لاتحاد الشرطة الرياضي  سوق المدينة يعود إلى " ضهرة عواد " بحلب  "وجهتك الأكاديمية" في جامعة اللاذقية.. حضور طلابي لافت وفد سعودي في محافظة دمشق لبحث فرص الاستثمار بتخفيضات تصل إلى 50 بالمئة.. افتتاح معرض "العودة إلى المدارس " باللاذقية أردوغان: ملتزمون بدعم وحدة واستقرار سوريا  الذهب يواصل ارتفاعه محلياً وعالمياً والأونصة تسجل 42.550 مليون ليرة سوريا: مستعدون للتعاون مع "الطاقة الذرية" لمعالجة الملفات العالقة التأمين الصحي.. وعود على الورق ومعاناة على الأرض "تجارة ريف دمشق" تبحث مع شركة تركية توفير الأدوية البيطرية   قرار ينصف المكتتبين على مشاريع الإسكان مراقبون تموينيون جدد .. قريباً إلى الأسواق  جاليتنا في "ميشيغن" تبحث مع نائب أميركي الآثار الإنسانية للعقوبات  "الشيباني والصفدي وباراك" يعلِنون من دمشق خطة شاملة لإنهاء أزمة السويداء 4 آلاف طن  إنتاج القنيطرة من التين خطاب يناقش مع لجنة التحقيق بأحداث السويداء المعوقات والحلول هل تكون "المخدرات" ذريعة جديدة في صراع واشنطن وكراكاس ؟ لجنة لدراسة قطاع الأحذية والمنتجات الجلدية في حلب