ثورة أون لاين :
كلمة الموقع يكتبها أحمد بعاج:
قبل أقل من ثلاث سنوات كان هناك مشروع لترك القطاع العام يضمحل ويتلاشى وبشكل ممنهج خلال عدم معالجة مشاكله وعدم تأمين مستلزمات عمله وتجديد وسائل إنتاجه وطرح شركاته للتصفية بما يشبه القتل بقفازات من حرير دون أدنى عناء وخاصة في القطاع الصناعي أو الاستثمار.
إلا أن العاملين في هذا القطاع وخاصة في المؤسسات الإنتاجية وإتحاد نقابات العمال كان لهم رأي آخر يوحي بأن ما يحاك لا يمكن أن يمر عبر إجراءات حكومية أو بالإهمال على أقل تقدير.
وقد كان لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد في حينها أن القطاع العام خط أحمر لا يمكن المساس به لأنه ملك للشعب ويعمل لمصلحة المواطن الأثر المباشر الذي أفشل تلك المخططات هو القطاع واليوم أثبت القطاع العام خلال هذه الأزمة الشديدة والشرسة على سورية والتي تواجه العداون القادم من كل حدب وصوب، أنه القطاع الشعبي الرائد الذي لولا وجود مؤسساته لوقع المواطن في براثن السماسرة وتجار الأزمات أكثر مما هو عليه الآن بكثير.
فرغم وجود هذا القطاع الكبير الذي حاول البعض تصفيته «كما قلنا» في مرحلة ما قبل الأزمة ومحاولة تفشيله وتركه يضمحل ويتلاشى رغبة في إدخال مفاهيم جديدة لا تخدم سوى فئة معينة من المرتزقة أصبح أغلبهم خارج سورية مع ما حملوه من أموال يعود قسم كبير منها إلى قروض من مؤسسات مصرفية وطنية كانت تقدم القروض بناءً على دراسات وهمية قدمتها الكثير من الأسماء التي استغلت الحالة العامة في تلك الحقبة والتي جلبت الفقر أكثر مما وعدت الرفاهية للمواطن وتركت القطاع العام دون تطوير وذلك لإنهاءه دون النظر على أنه إنجازات تاريخية كان لها الأثر الكبير في تقديم الخدمات للمواطنين وبشكل شبه مجاني أو بسعر قريب من سعر تكلفته حيث لا تستطيع أي جهة أن تقدم ذلك سوى الدولة… وليس أي دولة سوى سورية، فدول الجوار لا تقدم لمواطنيها ما تقدمه الدولة السورية، فالتعليم في سورية مجاني والطبابة والخدمات الأخرى في أقل من تكاليفها مثل الماء والكهرباء والهاتف، أما الخبز فهو خط أحمر لدى الدولة ما زال يقدم رغم الأزمة بسعر لايكاد يذكر ولا تقدمه أي دولة أخرى لمواطنيها.
فهل هناك شك بأن القطاع العام هو قطاع الشعب… لا أعتقد أنه يوجد أدنى شك في ذلك.