بعد انتهاء امتحانات الدورة الثانية “التكميلية” للشهادة الثانوية العامة، ينتظر الطلاب وذووهم بفارغ الصبر صدور النتائج، يحذوهم الأمل بأن يحقق أبناؤهم ما يصبون إليه، وألا تقع عملية إصدار النتائج في الأخطاء التي حصلت خلال امتحانات الدورة السابقة.
وبالرغم من ارتفاع معدل درجات الشهادة الثانوية مقارنة بالعام الماضي، فإن انتظار نتائج الدورة التكميلية يبين إن كان هناك ارتفاع جديد في المعدلات، وهذا ما يزيد احتمال ارتفاع معدلات القبول الجامعي بالتأكيد، وبالتالي نحن أمام ارتفاع جديد للمعدلات الجامعية، ولاسيما أن أمين مجلس التعليم العالي ماهر ملندي يؤكد أن ارتفاع معدلات الشهادة الثانوية يزيد من احتمالية أن ترتفع معدلات القبول الجامعية، وهذا يضع الطلاب أمام حسم خياراتهم، ويعرض الكثير منهم إلى اللجوء إلى خيارات أخرى لم تكن في حساباتهم، وخاصة إذا ما زادت نسبة المعدلات في الدورة الثانية “التكميلية”.
إذاً نحن أمام معادلة متجانسة في الشكل، ومختلفة في المضمون لجهة رغبات الطلاب وخياراتهم، وفي كل مرة نقع في المشكلة ذاتها، وترتفع معدلات القبول الجامعي في المرحلة الأولى للتقديم، وبعدها ترتفع مرة ثانية، ويخسر آلاف الطلاب تحقيق رغباتهم نتيجة ذلك.
من هنا فإن الحاجة ماسة وقبل صدور معدلات القبول الجامعية إلى أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار ودراسة معدلات القبول دراسة دقيقة ومتأنية يتحقق من خلالها التكامل بين الشكل والمضمون وقدرة الطلاب الناجحين على متابعة تحصيلهم العلمي الجامعي.
إن خروج عدد لا بأس به من الطلاب الناجحين في الشهادة الثانوية الراغبين في متابعة دراستهم الجامعية خارج نطاق الجامعة لعدم تحقيق رغبتهم يزيد من آلام وهموم الطلاب وأهاليهم، ويخلق حالة من عدم التوازن والاستقرار، سواء في الأسرة أو المجتمع، ويدفع بالكثيرين إلى البطالة أو التوجه إلى خيار قسري، وبالتالي إلى زيادة احتمال الفشل وما يترتب على ذلك من ضغوط وأعباء، من هنا نقول وقبل أن تصدر معدلات القبول الجامعي: إذا كان ارتفاع معدلات الشهادة الثانوية يؤدي حكماً إلى ارتفاع معدلات القبول الجامعي، فإن البحث عن حلول وبدائل وخيارات أخرى في مجال عمل وزارة التعليم العالي كإحداث كليات جديدة أو أقسام وفروع أخرى انطلاقاً من واقع الحال يعتبر أحد الحلول، إلى جانب حلول أخرى الوزارة هي الأقدر على اجتراحها.
علي أي حال نحن نستبق الأمور، والحديث عن هذه الجزئية المهمة جداً في حياة الطلاب للإشارة وكي لا نقع في المشكلة.
حديث الناس – هزاع عساف