الثورة أون لاين:
في أغلب الحروب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وخارجها تكررت سيناريوهات فشل الجيش الأمريكي في تدريب الجيوش والمرتزقة وكانت العلامة الفارقة التي مهرت نهايات تلك الحروب ابتداء من فيتنام ومرورا بسورية وانتهاء بأفغانستان.
فانهيار الجيش الأفغاني السريع أمام حركة طالبان بعد مليارات الدولارات التي أنفقت عليه تمويلا وتسليحا ليس سوى أحدث مؤءشر على استمرار عجز جميع من تدرب على أيدي الجيش الأمريكي سواء كانت جيوشا أو مرتزقة.
فسيناريو فيتنام عام 1975 لا يزال حاضرا في الاذهان حيث انهار الجيش الفيتنامي الجنوبي الذي دربه الأمريكيون وكان مصيره الفشل رغم تزويده بالعتاد.
وبالحديث عن التدريب الفاشل لا يمكن إلا استذكار المرتزقة والإرهابيين الذين دربهم الجيش الأمريكي في سورية وسخر لهم ملايين الدولارات وأمدهم بأحدث أنواع الأسلحة وسط دعم عشرات الدول الغربية والعربية لتحقيق أجندة سقطت كما سقط أولئك المرتزقة والإرهابيون أمام الجيش العربي السوري في الحرب الإرهابية التي شنت على سورية والتي لم يشهد مثلها التاريخ الحديث.
وبالعودة إلى أفغانستان لم تنفع مليارات الدولارات التي أنفقتها واشنطن وخطط التدريب والتسليح في إنتاج وصناعة جيش أفغاني الامر الذي عكسته سيطرة حركة طالبان السريعة على البلاد في صورة تكشف مجددا زيف ادعاءات واشنطن حول قيامها بتأسيس وإعداد جيش أفغاني مدرب على أفضل المنظومات القتالية الحديثة والذي انتهى به الأمر مهزوما ومستسلما.
ووفقا لما سبق سارع الرئيس الأمريكي جون بايدن في محاولة يائسة منه إلى التهرب من علاقة واشنطن بالقوات الحكومية الأفغانية رغم أن إدارته “إضافة إلى الإدارات الأمريكية السابقة” لطالما تبجحت بجهوزية الجيش الأفغاني الذي تم إعداده وفقا لمعايير واشنطن وإشرافها طوال السنوات العشرين الماضية وانفاق المليارات عليه وتزويده بالسلاح.
الجيش الأمريكي وبدلا من زرع الروح القتالية لدى الجيش الأفغاني زرع الفساد في صفوف قادته الأمر الذي أكدته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التي كشفت في تقرير لها أن القوات الأفغانية باتت تحتاج سنويا إلى تعويض 25 بالمئة من عددها وذلك بسبب انتشار حالات الفساد بين قادتها وبعلم واشنطن التي وصفت الأمر “بالطبيعي” وذلك من خلال سرقة ونهب الأموال المقدرة للجيش الأفغاني والتلاعب بأعداده بهدف السرقة.
وما ساقته الواشنطن بوست أكده تقرير لهيئة “سيغا” المكلفة من قبل الكونغرس الأمريكي بالإشراف على العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والذي كشف سوء التنظيم لدى المسؤولين الأمريكيين في إعداد الجيش الأفغاني منذ عام 2005 حيث أقر الجيش الأمريكي بفشله في الحصول على جوانب ملموسة لدى الجيش الأفغاني مثل القتال والقيادة والعمل على منظومة الاتصالات وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بدوره وجد أن التفاؤل الكبير الذي روجته الولايات المتحدة وثقتها بتقدم الحكومة الافغانية في “الحوكمة” وقدرتها على القيادة والتقدم في القتال الحربي وتأسيس قوات أمن قوية كان مبالغا فيه ولا يستند لشيء على أرض الواقع وفقا لوكالة سبوتنيك.
النائب البريطاني توم توجندهات وجد بدوره أن الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان سحب البساط من تحت القوات الأفغانية لصالح قوات طالبان مشبها الأمر “بدخول مقاتل لنزال وهو معصوب العينين” وفقا لما أوردته وكالة نوفوستي.
المصدر: سانا