كلمة الموقع – شعبان أحمد
بعد عشرين عاماً من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان وما مارسه هذا النظام الفاشي نراه اليوم يخرج…
كانت الحجة محاربة طالبان والقاعدة.. اليوم نجد أن هؤلاء أقوى بأضعاف ما كانوا عليه منذ عشرين عاماً!!
من تحارب أمريكا إذاً.. ولماذا كانت الحرب؟.
طالبان والقاعدة كانتا شماعة هذا النظام الإرهابي العنصري لاحتلال هذا البلد بعد انتهاء الحرب الباردة وخروج الاتحاد السوفييتي من المشهد الدولي بعد انهيار منظومته… وكل ذلك من أجل سرقة موارد هذا البلد المتناقض وزعزعة استقراره..
لن نحتاج إلى كثير من التفكير لنكتشف أن حركة طالبان والقاعدة حليف واشنطن تماماً كما هو “داعش” الإرهابي وجبهة النصرة صنيعة واشطن وذراعها وهي أدوات أمريكا للدخول إلى المنطقة لتنفيذ سياستها الهدامة المتبعة عبر تاريخها ومنذ نشأتها المشبوهة..
دخول أمريكا واحتلالها لبعض أراضي العراق وسورية لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا بمساعدة العملاء والخونة.. فكان داعش وجبهة النصرة الإرهابيان وكذلك بعض الميليشيات الانفصالية الرخيصة…
المشهد متشابه.. السياسة الأمريكية نفسها وأهدافها الملعونة تشي بمزيد من الدمار وزعزعة استقرار العالم لتبقى هي القوة المسيطرة واستمرار سياسة القطب الأمريكي الواحد…
أما عملاء واشنطن في أفغانستان الذين خانوا وطنهم وقضيتهم تركتهم واشنطن بعد أن انتهت صلاحيتهم لمصيرهم المحتوم….
ليست المرة الأولى التي تستغني واشنطن عن عملائها ومرتزقتها.. هم أدوات رخيصة لهم دور محدد يؤدونه وبعد ذلك يكون مصيرهم كما ورق المحارم لا قيمة لهم سوى بممارسة هذا الدور القذر والخادم للسياسة الأمريكية..
من يقرأ التاريخ ويعرف ما آل إليه مصير عملاء أمريكا في فيتنام قبل 45 عاماً وما شهدته أفغانستان اليوم يدرك هذه الحقيقة بأن لا أمان لأمريكا ولا لسياستها..
هل يتعظ الخونة إذاً… سواء كانوا دولاً أم مجموعات تابعة ذليلة..؟.
السياسة نفسها اتبعتها واشنطن في سورية من خلال صناعة تنظيم داعش الإرهابي والدخول إلى المنطقة تحت حجج محاربته والاعتماد على أدوات رخيصة وميليشيات انفصالية خائنة لوطنها وشعبها تكون مفتاح استمرار هذا الوجود الأمريكي المحتل ليسرق ويحقق أهدافه لصالح الصهيونية العالمية.. إنه ارتباط تاريخي بين قوى الشر العالمي ..
هذه القوى الانفصالية تعمل على تمكين الاحتلال الأمريكي في الشمال والشرق السوري على النهب للثروات والترابط مع المحتل التركي لتهجير الأهالي بهدف تغيير ديموغرافي وتوطين داعش والنصرة الإرهابيين ليكونوا أسفيناً في تلك المنطقة ..
الاحتلال الأمريكي ومعه الاحتلال التركي سينتهي يوماً وهو قريب وستخرج القوات الأمريكية والتركية ذليلة تحت ضربات المقاومة الشعبية السورية والجيش العربي السوري..
فالشعب السوري لن يقبل سوى بتحرير كامل الجغرافيا وكل حبة تراب دنسها الأمريكي والتركي وأدواتهما الرخيصة بكافة الوسائل المتاحة الذي ضمنها القانون الدولي.
على هؤلاء الخونة منذ اليوم تحسس رؤوسهم والعودة إلى رشدهم والاستفادة من الدرس الأمريكي في أفغانستان والعراق وفيتنام…
التاريخ لن يرحم الخونة وعلى أرض سورية لا مكان لمثل هؤلاء.. والتاريخ خير شاهد.. والذكي من يتعظ ويتعلم من دروس غيره..