عندما شنّت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن الحرب على حركة طالبان في أفغانستان عام 2001، وكانت الحجة الواهية محاربة تنظيم القاعدة الإرهابي الذي حمّلته الولايات المتحدة مسؤولية هجمات 11 ايلول، وعلى هذا الأساس حشدت واشنطن كلّ العالم إلى جانبها بناءً على شعار “من ليس معنا فهو ضدنا”، الأمر الذي جعل عشرات الدول تسارع إلى إعلان انخراطها في الحرب الأميركية على أفغانستان.
وتحت اسم “الحرية الباقية” شارك تحالف أكثر من 40 دولة، من ضمنها كلّ دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” بعديد نحو 28 ألف جندي أميركي والآلاف من جنود الدول الأخرى أبرزها بريطانيا، إضافة إلى ما تملكه هذه الدول مجتمعة من سلاح مدمر، وبدأت هذه الحرب المجنونة محوّلة أفغانستان إلى مستنقع دموي رهيب، وبعد هذه المرحلة التي استمرت حتى 2014 بدأت عملية جديدة تحت مسمى “حارس الحرية” استمرت حتى سيطرة حركة طالبان شبه الكاملة على أفغانستان.
ومن عملية “الحرية الباقية” إلى عملية “حارس الحرية” وما رافقهما من قتل وتدمير وتشريد للشعب الأفغاني على مدار عشرين سنة، هو عمر هاتين العمليتين اللتين جلبتا للأفغانيين كلّ الآلام والمتاعب، فلم يبق لهم شيئاً من الحرية منذ أن وطأت أقدام الأميركيين الأرض الأفغانية بحجة حراسة حرية مفقودة لم تكتمل يوماً بسبب الصرعات الدائرة في هذا البلد منذ عقود طويلة.
ومنذ الاحتلال الأميركي لأفغانستان أواخر عام 2001 إلى مطلع الأسبوع الماضي من العام 2021 دخل هذا البلد في حالة من الصراع لا أحد يعرف خفاياه فقط الولايات المتحدة وطالبان والشيطان معهما، وحده الشعب الأفغاني بقي لا يملك من حريته التي سلبته إياها واشنطن وحلفها العدواني وطالبان معهما وجميع الأحزاب والحركات السياسية الأفغانية الأخرى التي تتصارع منذ سنين طويلة للسيطرة على أفغانستان، وهكذا لم تجلب عمليتا “الحرية الباقية” و”حارس الحرية” العسكريتان الأميركيتان للأفغانيين بعد عشرين عاماً من القتل والتدمير والتهجير سوى “طالبان” من جديد!!
حدث وتعليق- راغب العطيه