تزايدت أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 مجدداً، بعد تراجع نسبي خلال الأسابيع الماضية، وسط مخاوف من تفشي موجة جديدة للفيروس قد تكون أشد خطورة من سابقاتها.. نشهد حالياً ارتفاعاً تصاعدياً في أعداد الإصابات بالفيروس خلال الأيام الأخيرة، مسجلاً رقماً قياسياً وبفارق كبير عما سبقه منذ أسبوع فقط.
مع تسجيل أكثر من 100 إصابة بالأمس- أي أكثر من خمسة عشر ضعفاً ما تم تسجيله قبل شهر خلال العيد.. هل نحن مع بداية موجة رابعة بعد سنة من الموجة الأولى!!؟ وهل لها علاقة بالعيد وطقوسه أم بزيارة المغتربين؟.. هل ستزداد مع افتتاح المدارس.. هل لها علاقة بالمتحور دلتا.. هل ستكون أشد.. هل لها علاقة بامتناع الكثيرين عن أخذ اللقاح ومن بينهم كوادر طبية؟؟!!.
تدهشنا ضحالة الفكر تجاه كوفيد- 19 ومتحوراته!.. حيث يتابع الأشخاص كلّ شيء إلا العلم ويشككون بمصداقية الأشياء المهمة، فبعد شهور من التراجع، يرتفع منحنى كوفيد-19 مرة جديدة، مع تضاعف عدد الحالات الجديدة يومياً خلال الأيام الماضية، وارتفاع أعداد الوفيات.. مدفوعاً بسلالة دلتا سريعة الانتشار، وبطء معدلات التطعيم.. ومع تصاعد المنحنى الوبائي فالأمر يدق ناقوس الخطر.
إن الازدياد الواسع في انتشار فيروس كورونا ينهك القطاع الصحي بشكّل كبير ويحدث إرباكاً كبيراً، والذي لا يزال يقوم ويقدم عمله على أكمل وجه، ويوفر آليات التشخيص وبروتوكولات العلاج.. وفي حال وجود أي انتكاسة وبائية بسبب الارتفاع المتسارع للإصابات فلا يعني ذلك انتكاسة المنظومة الصحية التي تعمل بمشاركة أطر الصحة بمختلف مكوناتها والقطاع الخاص، والتي تضحي بحياتها كرمى لحياة الآخرين بالرغم مما يتعرضون له من خطر العدوى.
يمكن أن يُصاب الأشخاص من جميع الأعمار بفيروس كورونا- حسب منظمة الصحة العالمية.. وهذا دليل على أن الفيروس لديه نوع من الذكاء، حتى لو كان كائنا أحادي الخلية، ويمكننا أن نضع كلّ الحواجز الصحية ونتخيل أنها تعمل، لكن في النهاية، الفيروس يتكيف ويخترق تلك الحواجز.. فالاستعداد واجب واللقاح هو الحل مع التمسك بالإجراءات الوقائية والسلامة، وطلب العون الطبي باكراً والاهتمام بالكبار وصحتهم- خاصة أصحاب الأمراض المزمنة.
أروقة محلية- عادل عبد الله