لا يزال لدينا الكثير مما يقدّمه الشباب في ألوان الحياة كافة، وخصوصاً عندما تتاح لهم اليد المخلصة التي تسعى إلى تهيئة البنى الأساسية من أجل أن تثمر أعمالهم نتاجاً طازجاً وحياً في عملية البناء وإعادة الإعمار.
وهنا لا نريد أن نعدد النجاحات التي يحققها شباب الوطن إن كان على الصعيد الداخلي أو في المحافل الدولية، لأن القائمة تطول، فالإنجازات لا تعد ولا تحصر، ما يؤكد المهارات والإمكانات التي يتمتع بها شبابنا، فلطالما كانوا عنواناً للنجاح والتفوق والتميز أيضا في المجالات كافة.
وبالطبع لسنا في هذه العجالة بصدد الإطراء المجاني، ففي جردة حساب سريعة ستطالعنا الأرقام بقوائم لشباب من بلادنا وفي المراحل العمرية كافة، استطاعوا أن يتفوقوا على أقرانهم في المسابقات الدولية، العلمية منها والفنية، ما يؤكد من جديد أهمية تلك الطاقات التي يختزنها الشباب وتحتاج لمن يقودها باتجاه البناء والإنتاج والتطوير الذي يعتمد على مهاراتهم وعزيمتهم وطاقاتهم الإبداعية.
واليوم ونحن نسير على نهج السيد الرئيس بشار الأسد في أهمية استثمار الطاقات الشبابية، لابدّ أن نعمل على تحصين الشباب وإيلائهم الاهتمام والرعاية الكبيرين، في ظل انفتاح فضائي واسع يحاول أن يغزو عقولهم ومفاهيمهم ولا نشك في سعيهم لاختراق ثوابتهم في انتمائهم وهويتهم.
وربما ما تقوم به المؤسسات الثقافية وبعض الجهات من المجتمع الأهلي من أنشطة متنوعة ومؤتمرات شبابية لغرس الفكر الواعي لديهم، يساهم إلى حدّ كبير في تحقيق إضاءات لعقولهم الشابة، وربطهم بمجتمعاتهم، انطلاقاً من كونهم يمثلون الشريحة الأوسع، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية حمل راية البناء وإعادة الإعمار للقادمات من الأيام.
وهنا نقف عند النقطة الأهم وهي كيفية استقطاب هؤلاء الشباب وتعزيز مهاراتهم وتقوية عزيمتهم ليكونوا بحق عماد الوطن وحصنه المتين، في مرحلة هي الأصعب، فنحن لا نستطيع غض الطرف عن إغراء الهجرة والأحلام الوردية التي يرسمها لهم الآخر؟
هو سؤال برسم المعنيين ليشدوا الرحال إليهم بالاهتمام والرعاية، ومنحهم الفرصة لإثبات الذات وتقديم أجمل ما يملكون من أمل .. بالعمل.
رؤية – فاتن أحمد دعبول