الثورة أون لاين – ريم صالح:
قيل قديماً “العيب لا يغدو عيباً إذا صدر عن أهله”.. هو حال نظام الانتهازية واللصوصية التركي اليوم، وأيضاً حال ميليشيات “قسد” الإرهابية والانفصالية العميلة، وبناء عليه فإننا لم نعد نستغرب، أو نفاجأ حتى، بأي حماقة أخلاقية، أو دونية ميدانية، قد يقدم عليها هذا، أو ذاك، أي التركي، ومرتزقة ” قسد”، سواء في الحسكة، أو في أي أرض سورية يسيطر عليها الاحتلال التركي، أو الميليشيا الانفصالية العميلة، فكلاهما وجهان إرهابيان، وعميلان، وتابعان، وأجيران لنظام أمريكي فوضوي، تقسيمي واحد، وينفذان ذات الأجندات التخريبية، ولكن كل من موقعه الإجرامي، وكل بما هو مرسوم له أمريكياً، وفق التوقيت، والمكان، والزمان، المحدد، دون زيادة، أو نقصان.
أهلنا في الحسكة بلا ماء، وهم على هذه الحال منذ أكثر من شهرين، بل إن فيها أكثر من مليون مواطن يعيشون ظروفاً مأساوية، ومع ذلك يصر نظام الاحتلال التركي على ابتزازهم بسلاح التعطيش، وسط تعام، وصمت دولي، وأممي مطبق، وكأن ما يجري لا يعني أحدا في شيء، بل كأنه مجرد حلم، وليس كابوساً حتى، أي لم يرق لمستوى الكابوس البشع، ليقض بالتالي مضاجع مدعي الإنسانية الزائفة، أولئك ممن اعتدنا على سماع خطبهم النارية، وتصريحاتهم الجوفاء حول دعمهم الكاذب ومساندتهم الهوليودية للسوريين، فيما هم أصلاً، وعقوباتهم الجائرة، والإرهابيون الذين يجندونهم لقتل السوريين، كانوا السبب الرئيسي لما يكابده السوريون اليوم، وهم من أجبروا السوريين على ترك بيوتهم، وممتلكاتهم، واللجوء إلى دول أخرى، ليعيشوا فيها في مخيمات تفتقد لأدنى المعايير الآدمية، وكله هرباً من سلاح الترهيب، والإجرام، والتنكيل.
ما يجري في الحسكة من سياسة تعطيش تركية منظمة، وممنهجة، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه سلوك إجرامي، و جريمة حرب، وأيضاً ما تقوم به ميليشيا “قسد” من جرائم مدروسة سلفاً، ولعل آخرها اختطاف عدد من المدنيين في بلدات الصبحة، وجديد بكارة، وجديد عكيدات بريف دير الزور، هي أيضاً جرائم ضد الإنسانية، وتستوجب المحاسبة، والمعاقبة الأممية، ولكن أين المجتمع الدولي من ذلك كله؟!.
من شب على شيء شاب عليه بل إنه وحسب ما هو متعارف عليه فإن الطبع الإرهابي والاستعماري والنهبوي غلب التطبع الإنساني الزائف، ولكننا بتنا أيضاً لا نستغرب الموقف الدولي من الشعب السوري الذي ينحصر بين موقفين لا ثالث لهما، فهو أي هذا الموقف يتراوح ما بين السبات الأخلاقي، وبين التعامي الإنساني المقصود، وكلا الحالتين أسوأ من بعضهما البعض، فلا هذا يبرر للمنظومة الأممية تخاذلها المسيس مع الشعب السوري، ولا ذاك يبرر لها هذا الصمت المطبق حيال جرائم الحرب التي يتعرض لها السوريون عن سابق تصميم وتعمد.
نحن في سورية باقون وصامدون ما بقي الدهر، لا الحصار سيثنينا عن المضي قدماً في معركة التحرير والتطهير، ولا الابتزاز الرخيص، أو سلاح التعطيش، أو التجويع سيغير من قناعاتنا وإيماننا بثوابتنا السيادية، وكما وسبق واجتزنا العديد من العقبات المفروضة علينا، فإننا اليوم وغداً وبهمة حماة الديار، وبحكمة قيادتنا سنتخطى كل المطبات والألغام المبيتة.