الثورة أون لاين:
ليست هناك حاجة إلى ارتداء ساعات ذكية غير مريحة أو أحزمة الصدر لمراقبة قلبك، إذا كان قميصك المريح يمكنه القيام بذلك.
هذه هي الفكرة من وراء «الملابس الذكية» التي طورها مختبر جامعة رايس الأميركية، بشكل أيسر وأسهل من المحاولات السابقة، باستخدام خيط رفيع من الأنابيب النانوية الكربونية الموصلة للكهرباء، لنسج الوظائف المختلفة في الملابس العادية.
حيث قاموا بإنشاء أقطاب كهربائية قابلة للخياطة وأسلاك نقل الإشارة من خيوط الأنابيب النانوية الكربونية الأنيقة (CNTT)، وقاموا بحياكتها في ملابس رياضية لمراقبة معدل ضربات القلب وأخذ مخطط كهربية القلب المستمر لمن يرتديها.وإن هذه الخيوط ناعمة مثل الخيوط التقليدية، لكن لها موصلية كهربائية على مستوى المعدن، ولا تتأثر كفاءتها بغسل الملابس؛ فهي قابلة للغسل ومريحة، وكانت مخططات كهربية القلب (EKGs) التي تم الحصول عليها بواسطتها، قابلة للمقارنة بالإشارات التي تم الحصول عليها باستخدام الأقطاب الكهربائية المستخدمة في الأجهزة التقليدية.
وبدأ مختبر المهندس الكيميائي والجزيئي الحيوي ماتيو في استخدام ألياف الأنابيب النانوية الكربونية عام 2013، وتم منذ ذلك الحين دراسة هذه الألياف، التي تحتوي كل منها على عشرات المليارات من الأنابيب النانوية، لاستخدامها كجسور لإصلاح القلوب التالفة، كواجهات كهربائية مع الدماغ، ولاستخدامها في غرسات القوقعة الصناعية، ولكن كانت خيوطها التي يبلغ عرضها نحو 22 ميكروناً، رفيعة جداً؛ وهو ما أدى إلى تعثر جهود استخدامها في الماضي، حيث كان يتعذر على ماكينة الخياطة التعامل معها.
وتغلب الفريق البحثي على هذه المشكلة بإنشاء خيط قابل للخياطة، يتكون أساساً من ثلاث حزم من سبعة خيوط لكل منها، منسوجة في حجم مكافئ تقريباً للخيط العادي. تقول لورين تيلور، الباحثة الرئيسية إن الأنابيب النانوية الكربونية، لا توفر فحسب اتصالاً كهربائياً ثابتاً بجلد مرتديها، بل يمكن أن تعمل أيضاً كأقطاب كهربائية لتوصيل الإلكترونيات مثل أجهزة إرسال (بلوتوث) لنقل البيانات إلى هاتف ذكي.
ورغم صغر حجم سوق المواد القابلة للارتداء، فإن تيلور تتوقع أن تحظى بانتشار قريباً، وتضيف «نحن في الوضع نفسه الذي كانت عليه الخلايا الشمسية قبل بضعة عقود، فنحن في حاجة إلى مستثمرين يتمتعون بالجرأة».