التشجيع على الزراعة أحد العناوين العريضة التي استحوذت على حصة كبيرة من الجلسات الحكومية ولطالما اصطدم هذا العنوان بالواقع المختلف على الأرض لأسباب عديدة ومتباينة، تسببت في تلاشي الآمال وربما في بعضها لم تكن باليد.
ومما لاشك فيه بأن كل مواطن اليوم يدرك أهمية الزراعة خاصة مع ارتفاع أسعار مختلف السلع والمنتجات وتقلصها بين يد ذوي الدخل المحدود لذلك نجد أن هناك توجهاً فعلياً وعودة كبيرة في الأرياف إلى إحياء مختلف أنواع الزراعات لاسيما الخضار الموسمية، ومشاريع حقيقية استثمارية جيدة.
لكن جميع هذه الطموحات تصطدم بالواقع والصعوبات، وفي مقدمتها تأمين السماد بأسعار مناسبة للمزارعين وغيرها من المواد الأولية، ناهيك عن المشكلة الأكبر التي باتت هاجساً لدى الجميع وهي تأمين مياه الشرب فما بالكم بمياه الري والسقاية.
وهنا نتساءل هل دق ناقوس الخطر الذي نبهت إليه الجهات المعنية منذ سنوات دون فعل أي شيء أو إيجاد حلول وتطبيقها لتلافي مشكلة شح المياه المتزايد في مختلف المناطق؟ والذي يعود في جزء منه إلى الاستخدام الخاطىء وفي جزء آخر للتحولات المناخية التي تطرأ على العالم بأثره وتتسبب بانخفاض منسوب الأمطار.
وأمام هذه المعضلة الحقيقية حيث بدأت آثارها تتضح في أغلب المناطق الزراعية وانعكست على تراجع في بعض المحاصيل الاستراتيجية التي تشكل صمام أمان للأمن الغذائي في سورية وفي التوازن الاقتصادي من خلال تصدير الفائض أو على صعيد تحقيق الاكتفاء الذاتي والتخفيف من عبء الاستيراد.
وأما بالنسبة للحلول كانت ولازالت عن طريق استخدام أساليب الري الحديث ودعمها و لو حاولنا سبر حجم استخدام هذا الأسلوب الضروري لوجدنا أنه في أدنى مستوياته والسبب التقصير في التشجيع على أساليب الري الحديث لجهة نشر هذه الثقافة والتوعية بها، أو من الناحية الأهم وهي دعم هذا النوع من الري وتوفيره لدى الجميع وتتحمل الجهات المعنية جزءاً من المسؤولية في مساعدة الفلاحين والمزارعين على تطبيق أساليب الري الحديث في أراضيهم.
نأمل أن لايفوت الأوان وأن يكون هناك خطوات سريعة وتنفيذية وتسهيلات لتطبيق أشكال الري الحديث التي باتت قديمة في الدول المتقدمة، وبالتالي تدارك مزيد من الخسائر لمختلف المحاصيل.
الكنز – رولا عيسى