فحص السنوات الماضية والقصف الذي طال سورية بما فيه القصف الثقافي وتغيير القيم الأدبية والفكرية والأخلاقية دفع وزارة التربية والقائمين على المنظومة الثقافية والتربوية لابتكار حصّتين درسيّتين تحت مسمى ((التعليم الوجداني)).
اختراق النهج التربوي الذي قامت عليه سنوات الحرب الإرهابية والاعتماد على النخب الثقافية البعيدة عن القضايا الوطنية والاجتماعية إضافة لمراكز مذهبية متطرفة واجهت التسامح الديني بسيلٍ من الدماء وكسر الثوابت المقدّسة، كلها أضداد للتعلّم الوجداني وعناوين لما يمكن أن يبدأ بها التربويون في حصصهم الوجدانية مع بداية العام الدراسي لإعادة التعبئة الفكرية والروحية كعنصر مركزي في المقاومة الإنسانية….
السمات الوطنية والشخصية ومفرداتهما المعايير الأساسية التي يجب الانطلاق منها لكنس ثقافة الاستبداد التي حاول أعداء سورية نشرها في محاولة منه لإلغاء الإدارة ومحو الكرامة وقتل المقدّسات الأخلاقية عند أبناء الجيل السوري الجديد من شرف وشهامة وثقافة وطنية وأدب رفيع وصدق ومقاومة….
السلوكيات أكبر منهج للتعليم والتعلّم والمقاربة بين السلوك التربوي والمناهج بلغة عربية سليمة هي أكبر إرث وموروث يمكن تقديمه للجيل الجديد من قبل الأسرة التربوية أينما وجدت، فنحن على مدار عقود تطيّبنا ببهارات لاننتجها وآن الأوان لنعي أنّ التطيّب بطيّون وحبق وغار وزيتون وياسمين وبيارات تراب الوطن هو أبقى وأنقى والاعتداد به اعتداد بالهوية في تنوّع وهبته لنا السماء ليكون الأصالة في كلّ غرسٍ نتزيّن ونتطيّب به بسرعة لنلحق مافات ونعطي مساحات للروحانيات والعواطف والوجدانيات التي أسسها تاريخنا الحضاري.
رؤية – هناء الدويري