لم يعد ما تريده شريكتا الإجرام في منطقتنا ومصنعتا الحرب الإرهابية على الشعب السوري انقرة وواشنطن مخفياً حتى على أولئك الذين ابتلعوا لسنوات أقراص التضليل الإعلامي، وتم حقنهم بسموم الخداع والتمويه على قبح النيات الاستعمارية من وراء تأجيج نار الإرهاب على الجغرافيا السورية وظنوا حماقة بأن النظام التركي يريد تأميناً مزعوماً لحدود بلاده من خطر ميلشيات مسلحة تسعى لإنشاء كانتوناً انفصالياً تدعمه واشنطن ركب موجته بانتهازية اردوغان ليعتدي على الأراضي السورية، أو أولئك الذين صدقوا أن أميركا بيت الداء الإرهابي العالمي يهمها أمن الدول أو سلام الشعوب ولو تجملت بكل مساحيق الرياء والمواربة على حقيقة مآربها من وضع العالم بمجمله منذ أكثر من عقدين زمنيين على صفيح إرهابي ساخن.
انقشعت الآن كل غمامات التزييف وظهرت حقيقة أطماع كل من أرادوا تلوين الخريطة السورية بألوان الدم والتدمير والخراب والاستثمار في تبعات الحرائق الإرهابية المفتعلة وتداعياتها بجرائم اللصوصية ونهب مقدرات السوريين وثرواتهم ومحاولة اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية لتنفيذ أجندات استعمارية.
محاولات سلخ أجزاء من الجغرافيا السورية كانت منذ البدء بوصلة محورالعدوان، من أجلها لهث الكيان الصهيوني لاحتلال الجنوب السوري ودقت سورية الأسافين في نعش أوهامه، ويستميت النظام التركي لاحتلال الشمال السوري وسيخيب مسعى إرهابه كما خابت كل مساعيه الإرهابية السابقة الأمر ذاته الذي تلاحق سراب الوهم فيه ميليشيا قسد التي تعتدي وتنتهك وترتكب الفظائع الوحشية ضد أهلنا في الجزيرة ظناً منها أنها بقوة البطش والترهيب ستتمكن من فرض واقع انفصالي مشوه وهجين في المنطقة الشرقية من الخريطة السورية.
رغم قبح الغايات الاستعمارية المعلنة على الملأ والمبطنة المخفية غير المجاهر بها من وراء التأجيج في آخر الفصول الإرهابية في الشمال والجزيرة ورغم كل زيوت التصعيد العدواني التي يصبها محراكا الشر في منطقتنا ليغلي مرجل الجزيرة بالإرهاب ما يتيح لهما رسم خريطة المنطقة بأقلام التوسع والاحتلال، إلا أن الميدان وحده من سيصوغ الخاتمة للحرب الإرهابية وبفعل إنجازاته ستشطب كل مخططاتهم التآمرية ووحدها مقاومة السوريين الشعبية من سينقش الثوابت السورية في وحدة الجغرافيا وحفظ ترابطها على صخور الجزيرة وفي كل منطقة محتلة أو مختطفة من قبل مشغلي الإرهاب وأدواتهم ولن تكون أي بقعة من الجغرافيا السورية خارج السيادة الوطنية أو خنجراً مسموماً في جسد المنعة والتلاحم السوري، ولعبة الشر الاستعماري الممارسة حالياً بالشمال والجزيرة ستنتهي بخسارة نكراء للاعبين الإرهابيين الأميركي والتركي وكل من يسير في ركب إجرامهما وينفذ مخططاتهما التخريبية.
حدث وتعليق – لميس عودة