تحت جنح الظلام، صنعت الولايات المتحدة الإرهاب وصدرته إلى دول العالم، وتحت جنح الظلام، صنعت الوهم الذي أغرقت به العالم والأميركيين الذين استفاقوا فجأة على كذبة جديدة وهزيمة كارثية لبلادهم ستبقى تداعياتها تضرب طويلاً وبشدة في عمق المشهد الأميركي.
.. وتحت جنح الظلام أيضاً انسحب آخر جندي أميركي من أفغانستان وهو يجر خلفه ذيول الهزيمة والخيبة، في مشهد تكرر أكثر من مرة، في فيتنام 1975 وفي لبنان 1983، مشهد قد يتكرر أيضاً في القريب العاجل في سورية بعد أن عجزت وفشلت منظومة الإرهاب برمتها بقيادة الولايات المتحدة بإخضاع وكسر إرادة الشعب السوري.
الهزيمة الأميركية في أفغانستان ليست الأولى، وبكل تأكيد لن تكون الأخيرة، طالما تمسكت واشنطن بسياسيات الإرهاب والخراب ونشر الفوضى وغزو الدول والشعوب من أجل نهب وسلب خيراتها وثرواتها، لذلك يبدو من الضروري الآن أن تبدأ الدولة العميقة في الولايات المتحدة بإعادة ومراجعة حساباتها وسياساتها الخارجية في سورية خصوصاً وفي المنطقة والعالم على وجه العموم، خاصة وأنها دخلت مرحلة خطيرة من التصدع في بنيتها الأساسية، وإلا ما معنى أن يجمع الأميركيون على القول بأن ما جرى هو وصمة عار وأسوأ الأزمات في التاريخ الأميركي التي تستوجب طرد الرئيس جو بايدن و وزيري دفاعه وخارجيته!!.
المشهد ما بعد هزيمة أميركا في أفغانستان، ليس كما قبله، والأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت التي ستكون كارثية على قوى العدوان والإرهاب، لاسيما وأن حوامل التحولات الكبرى قد ولدت وترسخت في الميدان السوري.
نبض الحدث – فؤاد الوادي