الثورة أون لاين – دينا الحمد:
بعد أن منعت ميليشيا “قسد” الانفصالية، المرتبطة بالاحتلال الأميركي، الكوادر الإدارية من الدخول إلى مدارس حي طي بالقامشلي هذا الأسبوع، وقبل أيام من افتتاح العام الدراسي الجديد، فإن السؤال الذي يشير إلى سهم البوصلة هو: ما الرابط بين ما تقوم به هذه العصابات العميلة من تجهيل ومنع للتعليم لأبنائنا هناك وبين ما يقوم به الاحتلال التركي لمناطق في شمال سورية من الفعل الإجرامي ذاته؟.
لا شك أن هدف المحتل التركي وأداة الانفصال الإرهابية “قسد” هو ذاته، فالأول يتوهم باقتطاع أراض سورية وضمها له وبالتالي يحاول أن يقلب الواقع التعليم والثقافي في المناطق التي يحتلها لصالحه، والثاني يبحث عن أوهام التغيير الديمغرافي والثقافي وينشر مناهجه الانفصالية لتحقيق حلمه الانفصالي، الذي يمهد له بنسف ثقافة الجيل هناك وإحلال ثقافته الانفصالية.
فالأداة الأميركية “قسد” حين منعت الكوادر الإدارية والتعليمية من الدخول إلى مدارس حي طي بمدينة القامشلي فإن ذلك يعتبر تمهيداً لمنع الطلاب من دخول المدارس في الجزيرة التي تستعد لافتتاح العام الدراسي الجديد، وإجبارهم على التعلم بمدارس ومناهج تحت سيطرتها، كما أن ذلك يأتي في سياق ممارساتها الإرهابية بحق الأهالي في المناطق التي تسيطر عليها، ومحاولتها ترسيخ معاناة قطاع التعليم في المحافظة.
ولتحقيق غاياتها وأوهامها تلك قامت هذه العصابات على مدى الشهور الماضية بالاستيلاء على المدارس في المناطق التي تسيطر عليها بقوة السلاح، وحولت قسماً منها إلى مقرات عسكرية لمسلحيها وفرضت مناهج مغايرة لمناهج وزارة التربية السورية في المدارس المتبقية رغم رفض الأهالي لهذه الممارسات وإصرارهم إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية الرسمية.
والأمر ذاته فعله نظام الاحتلال التركي الذي تحتل قواته الغازية بعض الأراضي في الشمال السوري، حيث واصل على مدى السنوات الماضية العمل بنهجه العنصري وسياساته القائمة على طمس الهوية العربية السورية عبر فرض مناهج “التتريك” البغيض في تلك المناطق التي تحتلها قواته وتنظيماته الإرهابية.
وكل العالم شاهد منذ شهور بالصوت والصورة كيف تقوم قواته الغازية ليس فقط بتغيير مناهج التعليم بل تغيير كل شيء فقامت بإنشاء فرع لمؤسسة البريد التركية في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، كما قامت منذ عدوانها واحتلالها قرى في الشمال السوري بنصب مجموعة من الأبراج لشركات اتصال تركية ورفع أعلام تركية على المقرات والدوائر الحكومية بعد أن استولى عليها مرتزقتها ناهيك عن افتتاح المدارس وفروع للجامعات التركية وإطلاق أسماء تركية على المناطق والمدارس والمؤسسات ورفع علم الاحتلال التركي عليها.
قصارى القول: ما يفعله النظام التركي الاحتلالي وميليشيات “قسد” الإرهابية هو الجريمة ذاتها التي تخدم مشاريعهما الاحتلالية والانفصالية، لكن شعبنا الأبي مثلما واجه سياسات التتريك البغيضة ورفض تعليم أبنائه باللغة التركية والمدارس والجامعات التركية، وتمسك بلغته وبالمناهج الوطنية السورية، ومثلما رفض ممارسات “قسد” فإنه سيطوي أوهام الطرفين وسيواجه إرهابهما مهما كلفه من تضحيات.